تختلف السماعات من حيث العديد من الجوانب، ومن أبرز الفروق هو الطريقة التي تعمل بها لتوصيل الصوت إلى الأذن. هناك ثلاثة أنواع رئيسية للسماعات تعتمد على كيفية إيصال الصوت؛ فكلها تحول الصوت المخزن إلى اهتزازات، بعضها عبر الهواء، وبعضها عبر العظام. في السطور التالية نستعرض الأنواع الأساسية ونوضح الفروق بينها. كل نوع من هذه السماعات صُمم ليخدم غرضاً معيناً، ومعرفة هذه الفروقات تساعدك على اختيار الأنسب لتجربتك الصوتية.
1- سماعات التوصيل الهوائي
السماعات الهوائية هي الأكثر شيوعاً وانتشاراً، وتعمل بالطريقة التقليدية التي يعرفها الجميع. تقوم بإرسال الموجات الصوتية عبر الهواء لتصل مباشرة إلى طبلة الأذن، التي تُحوّل هذه الموجات إلى إشارات عصبية يفسرها الدماغ كصوت. تتميز السماعات الهوائية بجودة صوت واضحة وتفاصيل غنية، وتتوافر بتصاميم متعددة تناسب جميع الأذواق، سواء كانت توضع داخل الأذن أو فوقها.
مع ذلك، فإن إغلاق قناة الأذن قد يؤثر على التهوية ويقلل من الوعي بالأصوات المحيطة، وقد لا توفر عزلاً كافياً للضوضاء في البيئات الصاخبة إلا إذا كانت مزودة بتقنية إلغاء الضوضاء النشط.
تعتبر هذه السماعات الخيار الأمثل للاستخدام اليومي في المنزل أو المكتب أو لإجراء المكالمات.
وتجدر الإشارة أن هناك نوع من سماعات التوصيل الهوائي هي سماعات التوصيل المباشر داخل الأذن، تدخل بعمق داخل قناة الأذن، مما يوفر عزلاً شبه كامل للأصوات الخارجية ويركّز الصوت بدقة داخل الأذن. وتعد هذه الفئة الخيار المفضل للمحترفين في المجالات الصوتية، مثل الموسيقيين ومهندسي الصوت، حيث تقدم دقة صوتية عالية جداً وعزلاً ممتازاً دون الحاجة إلى تقنيات إلكترونية إضافية.
لكنها قد لا تكون مريحة عند الاستخدام لفترات طويلة إذا لم تكن مصممة بشكل مناسب لقناة الأذن، كما أنها تمنع المستخدم من سماع الأصوات المحيطة، مما قد يشكل خطراً في البيئات التي تتطلب الوعي بالمحيط.
2-سماعات التوصيل العظمي (السباحة والرياضة والقيادة)
تعتمد سماعات التوصيل العظمي على تقنية مبتكرة، حيث تنقل الاهتزازات الصوتية مباشرة عبر عظام الجمجمة، وتحديداً عظام الوجنة، إلى الأذن الداخلية متجاوزة طبلة الأذن تماماً. تظل قناة الأذن مفتوحة بالكامل عند استخدام هذا النوع من السماعات، مما يسمح للمستخدم بسماع الأصوات المحيطة بوضوح تام.
تجعل هذه الميزة سماعات التوصيل العظمي مثالية للرياضات الخارجية مثل الجري وركوب الدراجات، حيث يُعد الوعي بالمحيط ضرورياً للسلامة. كما تُستخدم هذه السماعات طبياً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في طبلة الأذن. وبفضل تصميمها الذي لا يغلق الأذن، فهي خيار ممتاز للسباحة، خاصة في الطرازات المقاومة للماء.
ورغم أن جودة الصوت قد تكون أقل عمقاً في الترددات المنخفضة مقارنة بالسماعات الهوائية، إلا أنها توفر توازناً فريداً بين الاستمتاع بالموسيقى والبقاء على اتصال بالعالم الخارجي.
أي سماعة تختار لنمط حياتك؟
يعتمد اختيار السماعة المثلى بشكل كبير على طبيعة استخدامك واهتماماتك. إذا كنت رياضياً نشيطاً أو تمارس السباحة بانتظام، فإن سماعات التوصيل العظمي توفر لك التوازن المثالي بين الاستماع للموسيقى والوعي بالبيئة المحيطة. أما إذا كان عملك يتطلب دقة صوتية فائقة وعزلاً تاماً عن الضوضاء، فإن سماعات التوصيل المباشر داخل الأذن هي خيارك الأمثل.
وبالنسبة لمعظم الاستخدامات العامة والاستماع اليومي، تظل السماعات الهوائية الخارجية الخيار الأكثر شيوعاً وتوازناً بين الجودة والراحة.