ستيفن بينكر إلى جانب كونه مؤلفاً وأستاذاً في علم النفس، فهو مصور شغوف بالتصوير ثلاثي الأبعاد. ولهذا كان لابد له أن يجرب نظارة آبل فيجن برو ورغم أنه يٌقر بإمكانياتها وتجربة الفيديو المكاني الفريدة إلا أنه يخلص إلى نتيجة مفادها أنها عرضة للفشل وتقريباً قال أنها ستفشل ولن يتم تبنيها على نطاق واسع.
جولة تاريخية
نشر ستيفن بينكر فيديو يتحدث عن نظارة آبل يأخذنا بدايةَ برحلة تاريخية عن محاولات البشر في التصوير المجسم (ثلاثي الأبعاد) وإظهاره؛ والفكرة التي تستخدم في عرض أفلام 3D حالياً وهي أن يتم تصوير المشهد بعدستين ثم يرتدي المشاهد نظارات خاصة ليتم عرض صور كل كاميرا على كل عين مما يعطي احساس بالعمق. هذه الفكرة وجدت منذ القرن التاسع عشر؛ إذ تم استخدام منظار خشبي تعرض فيه صور لكل عين وقد كان الناس متحمسين له في البداية لكنهم سرعان ما تخلوا عنه وعادو إلى التصوير ثنائي الأبعاد. ذلك أن رؤية البعد الثالث لايبرر عناء استخدام الجهاز.
ثم كانت هناك محاولات عديدة لإحياء التصوير ثلاثي الأبعاد لكنها كانت تفشل دائماً؛ ومنذ 15 سنة بدأ ظهور التلفزيون ثلاثي الأبعاد الذي يتطلب أيضاً ارتداء نظارات خاصة لكن سرعان ماتخلى الناس عنه ذلك أن ارتداء النظارات لم يكن مريحاً ولم يجد الناس أن رؤية البعد الثالث تبرر هذا الإزعاج.
تجربة فيجن برو
ثم ينتقل ليبدي إعجابه بتجربة فيجن برو وإمكانية توزيع الشاشات في محيط المستخدم. ويرى أن مشاهدة الفيديوهات المكانية هي التطبيق الأكثر جاذبية في النظارة وتمنح المشاهد تجربة غامرة فريدة يشعر أنه ضمن المشهد ويعيش فيه.
لكنه يرى أن التواصل أثناء ارتداء النظارة عبارة عن شيء مزيف إذ تُظهر النظارة على شاشاتها الخارجية صورة أعيننا للآخرين ولا تُظهر الأجزاء فوق العين وهي مهمة في التواصل؛ كما أننا لانرى الواقع عبر النظارة تماما كما نراه بدونها.
وشكى من ألم على أنفه وانزعاج سببه ثقل النظارة. وبالنظر إلى التجارب التاريخية السابقة نجد أن عدم الراحة كان سبباً كافياً لتخلي الناس عن أجهزة الرؤية المجسمة فالتجربة الغامرة لاتبرر تحمل الازعاج.
وبهذا فإن فيجن برو لن تعاكس التاريخ والبيولوجيا؛ فراحة المستخدم دائماً كانت أهم من التجربة المبهرة للرؤية ثلاثية الأبعاد. لم ينهي حديثه بالقول أنه يجب العمل على تحسين هذه المظاهر التي تسبب الإزعاج لكي يتم تبنيها على نطاق واسع وكأنه لا يرى إمكانية حدوث ذلك.
يذكر أن العديد من المستخدمين الأوائل عانوا من أعراض مختلفة ولم يتحملوا ارتدائها لفترات طويلة؛ كما أن دراسة سابقة خلصت أن هذه النظارات الافتراضية جميعها لم ترقى بعد لمستوى التوقعات واستخدامها في العمل يقلل الإنتاجية ولا يزيدها.