ظهر للعلن لأول مرة في نوفمبر 2024 عندما استخدمته روسيا لضرب منشأة عسكرية في مدينة دنيبرو الأوكرانية. وهو أول صاروخ متعدد الرؤوس يتم استخدامه في المعارك.
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصاروخ أوريشنيك بأنه لا يمكن لأي من أنظمة الدفاع الجوي المتاحة حالياً في العالم اعتراضه، بينما صرح الجنرال سيرغي كاراكاييف، قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية، أن الاستخدام المكثف لأوريشنيك سيكون له تأثير مشابه لاستخدام سلاح نووي، مما يؤكد قوته التدميرية الهائلة حتى بدون رؤوس نووية.
يُصنف صاروخ أوريشنيك ضمن الصواريخ البالستية متوسطة المدى، حيث يتراوح مداه من 3000 إلى 5500 كيلومتر، ورغم أنه لا يعتبر صاروخاً عابراً للقارات بهذا المدى، إلا أنه قادر على الوصول إلى معظم العواصم الأوروبية في غضون دقائق معدودة نظراً لسرعته الفرط صوتية، حيث تبلغ حوالي 3 كيلومترات في الثانية، أي ما يعادل 10 ماخ (عشرة أضعاف سرعة الصوت)، مما يجعل تتبعه واعتراضه مهمة معقدة للغاية.
يستطيع أوريشنيك حمل ما يصل إلى ستة رؤوس حربية، سواء تقليدية أو نووية، وكل رأس حربي مستقل وقابل للتوجيه نحو هدف محدد بعد انفصاله لحظة عودته إلى الغلاف الجوي. هذه الميزة تعزز من قدرته على اختراق الدفاعات الجوية الصاروخية المتقدمة.
كما يعمل الصاروخ بالوقود الصلب، مما يساهم في سهولة تخزينه وسرعة إطلاقه مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.
يُعتقد أن صاروخ أوريشنيك مشتق من الصاروخ البالستي العابر للقارات RS-26 Rubezh.
في يونيو 2025، أكد الرئيس بوتين أن روسيا تمتلك مخزوناً جاهزاً من هذا الصاروخ وأن الإنتاج المتسلسل له جارٍ على نطاق واسع. تشير بعض المصادر إلى أن روسيا قادرة على إنتاج نحو 25 وحدة شهرياً، مما يعزز قدرتها على استخدامه كأداة ردع فعالة أو كوسيلة ضغط جيوسياسي في ظل التوترات الدولية المتزايدة.
تسعى روسيا من خلال تطوير أسلحة مثل أوريشنيك إلى تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الغربية وتطوير قدرات عسكرية تتمتع بمرونة قتالية عالية، مما يجعله أحد أعمدة الردع الروسي الرئيسية في السنوات القادمة.