أعلن الرئيس الروسي بوتين عن نجاح اختبار نهائي لصاروخ نووي جديد يُدعى "بوريفيستنيك" (Burevestnik)، يتميز بمحرك نووي يمنحه مدى شبه غير محدود. وهو صاروخ كروز (جوّال) تم الإعلان عنه لأول مرة في 2018.
يختلف "بوريفيستنيك" جذرياً عن الصواريخ التقليدية، فبدلاً من الاعتماد على وقود كيميائي ينفد بعد آلاف الكيلومترات، تم تزويد "بوريفيستنيك" بمحرك نووي حراري مصغّر. يستخدم هذا المفاعل الانشطار النووي لتوليد حرارة هائلة، ثم يقوم المحرك بسحب الهواء الخارجي، وتسخينه إلى درجات حرارة قصوى داخل المفاعل، ثم طرده بقوة عبر فوهة خلفية لتوليد قوة دفع مستمرة. نظرياً، طالما أن المفاعل يعمل، يمكن للصاروخ الاستمرار في التحليق، مما يمنحه مدى شبه غير محدود قد يمتد لساعات أو حتى أيام.
تشير التقديرات أنه يعمل بسرعة دون صوتية (Subsonic)، وهو مصمم للتحليق على ارتفاعات منخفضة جداً لتجنب الكشف الراداري. ويُرجح أنه يحمل رأساً نووياً حرارياً واحداً. يُقدر طوله بحوالي 12 متراً، ويُعتقد أنه أثقل من صواريخ الكروز التقليدية بسبب وزن المفاعل النووي ونظام الحماية الخاص به.
وفي إحدى التجارب الأخيرة غير المؤكدة (أكتوبر 2025)، أفادت تقارير أن الصاروخ حلّق لمسافة 14,000 كيلومتر خلال 15 ساعة، مما يُظهر قدراته الهائلة.
الخطر الاستراتيجي
تكمن خطورة "بوريفيستنيك" في كونه سلاحاً "لا يُقهر"، كما يصفه الجيش الروسي. فمن ناحية، تحليقه على ارتفاع منخفض وبسرعة دون صوتية يجعله هدفاً بالغ الصعوبة لأنظمة الدفاع الجوي والرادارات التقليدية. ومن ناحية أخرى، وبفضل مداه غير المحدود، لا يحتاج الصاروخ لسلوك أقصر مسار نحو هدفه، بل يمكنه التحليق عبر مسارات معقدة وغير متوقعة والاقتراب من الهدف من أي اتجاه، مما يزيد من صعوبة التنبؤ به واعتراضه. وأخيراً، كونه يحمل رأساً نووياً، فإنه يُعد جزءاً رئيسياً من الثالوث النووي الاستراتيجي الروسي.
المخاطر البيئية والأمنية
لكن هذا الصاروخ قد يتسبب بأخطار غير متوقعة، فقد يؤدي فشل إطلاقه إلى تسرب نووي، كما أن تشغيل المفاعل النووي في ظروف طيران متغيرة يُعد تحدياً تقنياً يتطلب أنظمة تحكم وتبريد بالغة التعقيد، وأي ضرر فيها قد يتسبب بتسرب إشعاعي.