هل اتبع زوكربيرغ خطة "الهجوم خير وسيلة للدفاع" ضد إيلون ماسك؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 25, 2023

مارك  زوكربيرغ ضد إيلون ماسك

منذ إعلان إيلون ماسك عقد صفقة لشراء تويتر والكل بدء يتحدث عن نهاية الفيسبوك، فلم يسبق لإيلون ماسك أن دخل مجالاً إلاّ وقلب الطاولة على اللاعبين القدامى فهذا ماحصل مع تسلا إذ تغلب على كل شركات السيارات التقليدية وأصبحت تقلده وتحاول اللحاق به، وهذا ما فعله في شركة الفضاء سبيس إكس إذ جعل من عودة الصاروخ إلى الأرض لاستخدامه ثانية أمراً ممكناً مما وفر في تكلفة إطلاق المركبات الفضائية متجاوزاً كل مافعلته كبرى الدول في هذا المجال.

هذا وحده كان كفيلاً ليبث الرعب في قلب مارك زوكربيرغ، فهل سيقلب الطاولة عليه ويسحب مستخدمي انستا وفيسبوك إلى منصة تويتر، خاصة أن مكانة ميتا بدأت تتراجع بعد انتشار تطبيق تيكتوك فلا ينقص إلى أن يقوم إيلون ماسك بجعل تويتر مثل الفيسبوك ويضيف إليه الفيديوات القصيرة لكي تصبح ميتا خارج إطار المنافسة في هذا المجال.

مارك زوكربيرغ يعلم أنه ليس بمقدوره تتبع خٌطى ماسك وتقليد مايفعله. وإن تمكن من ذلك فسيتعبه ماسك السريع التغير والتجدد. ونلاحظ أنه بعد أن جعل ماسك الحصول على العلامة الزرقاء يتطلب اشتراك -ورغم كل الانتقادات التي تعرض لها- قام زوكربيرغ بفعل نفس الشيء بعد أيام قليلة.

لذلك قرر زوكربيرغ أن ينتقل من دور المدافع والمنتظر لما سيفعله ماسك إلى دور المهاجم الذي سيجعل خصمه يفكر به كتهديد محتمل له. ولهذا قام بإنشاء تطبيق ثريدز الذي يشابه تويتر وهو خير من يعلم أنه لن يتمكن من جذب الغالبية العظمى من مستخدمي تويتر إليه. وإذا نظرنا إليه فهو تطبيق إنستا تماما مع إضافة إمكانية كتابة نص بدون صورة أو فيديو. فشخص مثل زوكربيرغ يعلم أنه لم يفعل شيء ليجذب مستخدمي تويتر إليه.

فما هو هدف زوكربيرغ الحقيقي؟

يهدف زوكربيرغ إلى نقل مجال الصراع إلى ميدان تويتر وهو البوستات النصية. أي أن إيلون ماسك أتى إلى تويتر وقام بإتاحة كتابة بوستات أطول ليصبح منافسا للفيسبوك وأعلن عن إطلاقه العمل على تطبيق للفيديوات القصيرة فقبل أن يبدأ ماسك بجذب مستخدمي ميتا إليه وجه إليه زوكربيرغ أول هجوم محاولاً إرجاعه لينافس فقط في مجال تويتر وهي البوستات التي تعتمد بشكل أساسي على النص.

كان توقيت إطلاق ثريدز مناسب بسبب قرارات ماسك التغييرية الكثيرة وكانت الحملة الدعائية كبيرة جداً لكن في النهاية تبين أن لا أحد ممن جرب التطبيق مهتم به، كانت أشبه بزيارة لاستكشاف هذا المنافس الجديد لتويتر.

هل نجح زوكربيرغ في هدفه؟

لم ينجح في نقل ميدان المنافسة إلى مجال تويتر فماسك أعلن تغيير اسم تويتر إلى X كخطوة جدية وعملية لجعله تطبيق لكل شيء يتم من خلاله التواصل النصي والصوتي وعبر الفيديوات وبيع وتبادل المنتجات والخدمات والأفكار. لكن لايمكن القول أنها لم تكن فكرة ذكية أن يشن زوكربيرغ هجومه بهذه الطريقة وطالما أنه انتقل إلى الهجوم فحتى وإن لم ينجح في جذب مستخدمي تويتر لكنه سيؤخر وربما يتمكن من الاحتفاظ بمستخدمي منصاته وعدم مغادرتهم إلى تويتر أو إكس كما أصبح اسمه.



مشاركة