في البداية كانت شفرات توربينات الرياح تُصنع من الخشب، نظراً لتوافره وسهولة تصنيعه. و مع زيادة حجم وقوة التوربينات أصبح الخشب أقل فائدة نظراً لقلة متانته وعمره، مما أدى إلى تطوير وتبني مواد بديلة كالمعادن والمواد المركبة مثل ألياف الكربون المتينة والخفيفة، والتي قدمت أداءً متفوقاً وعمراً أطول.

العودة إلى الخشب

تجدد الاهتمام بشفرات توربينات الرياح الخشبية في السنوات الأخيرة، فهي قابلة للتحلل البيولوجي وقابلة لإعادة التدوير، ما يجعل استخدامها أكثر استدامة وأقل أثراً على البيئة. كما أنها قد تكون اقتصادية أكثر وإنتاجها يتطلب استهلاك طاقة أقل و بالتالي تقليل كبير في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتعد الشركة الألمانية فودين Voodin Blade Technology واحدة من أبرز الشركات التي تستخدم الخشب الرقائقي (LVL) وهو منتج خشبي هندسي مصنوع من طبقات رقيقة من الخشب ملتصقة ببعضها بقوة ما يجعلها قوية ومتينة ومناسبة للاستخدام في شفرات التوربينات.

وقد قامت الشركة بتثبيت شفرات خشبية بطول 19.3 متر في ألمانيا، وأظهرت عملياً فعاليتها، كما أن تصنيعها كان أسهلاً فهي لا تحتاج قوالب وتستهلك طاقة أقل ما يجعلها أرخص بحوالي 20٪ من تلك المصنوعة من المواد المركبة التقليدية وتنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 78٪ أثناء التصنيع.

أحدث التطورات: أطول شفرات خشبية في العالم

بالتعاون مع شركة Senvion، تعمل Voodin Blade Technology على تطوير واختبار أطول شفرات توربينات الرياح الخشبية في العالم. من المقرر أن يزيد طول هذه الشفرات عن 50 متر. ستجري Senvion دراسة جدوى شاملة لتقييم الإمكانات الفنية والاقتصادية والبيئية لهذه الشفرات الخشبية، تليها تركيب واختبار مكونات النموذج الأولي على منصة توربينات بقوة 4.2 ميجاوات. ومن المقرر إجراء الاختبار في أواخر عام 2026 وأوائل عام 2027 في أوروبا.

يمثل إعادة إدخال شفرات توربينات الرياح الخشبية خطوة مهمة نحو حلول أكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة. وإن أثبتت متانتها عند زيادة حجمها، قد تصبح حلاً مثالياً للتوربينات، و يمكن أن تستبدل إلى درجة كبيرة المواد المركبة التي تستخدم في صناعة التوربينات الحالية.