الطائرة المسيرة التي تحمل رأس متفجر وتذهب إلى هدفها لتنفجر عليه يطلق عليها أسماء متعددة كالانقضاضية أو الهجومية أو الانتحارية أو الكاميكازي أو الذخيرة المتسكعة.
ومن أشهر أمثلتها طائرة شاهد-136 الإيرانية والتي نالت شهرتها العالمية بعد استخدامها من قبل روسيا في أوكرانيا وتسميها روسيا جيرانيوم-2، و الكاميكازي أمريكية الصنع التي تستخدمها أوكرانيا "سويتش بليد 600"، والروسية لانسيت.
تتميز الكاميكازي بقدرتها على التجول والتحليق حتى تجد هدفها فتنقض وتنفجر عليه وتتسبب بأضرار جسيمة، رغم أن حجم رأسها الحربي ليس كبيراً مقارنة بما تحمله صواريخ الكروز.
تلعب اليوم دوراً كبيراً في ساحات المعارك، وقد برزت كسلاح فتاك في الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على لبنان إذ يتم استخدامها بشكل كبير من قبل حزب الله اللبناني لاستهداف الآليات والأفراد بشكل دقيق ومؤثر.
تختلف التقنيات المستخدمة في الكاميكازي حسب الغاية منها، لكن جميعها تحتوي على أنظمة توجيه ذاتي و أنظمة توجيه باستخدام أنظمة تحديد المواقع مثل GPS، ويتم برمجة مسارها لتتمكن من الوصول باستقلالية نحو هدفها، كما يمكن أن يتم التحكم ببعضها وتغيير مسارها من قبل مُشغل عن بعد، وبعضها يحتوي على كاميرات وأنظمة تصوير حراري يتم الاعتماد عليها في توجيه أكثر دقة عند الاقتراب من الهدف.
الكاميكازي والذكاء الاصطناعي
معظمها لا تستخدم الذكاء الاصطناعي لأن الغاية منها هو الذهاب لهدف محدد وضربه وقد تكون متصلة بمشغل يتحكم بها وعندما يرى الهدف يقوم بتوجيهها إليه.
لكن بعض منها يستخدم الذكاء الاصطناعي وذلك لجعلها تعمل باستقلالية ضد أهداف قد تتحرك، إذ يتم تزويدها بنظام ذكاء اصطناعي لتحديد الأهداف من خلال المعلومات التي تجمعها مستشعراتها كالكاميرات الضوئية والحرارية، وعندما تميز هدف محدد لها مسبقاً مثل أفراد أو آليات تنقض عليه وتنفجر دون أي تدخل من المشغل.
ويمكن أن تكون مفيدة في حالة حدوث تشويش في اتصالها مع المُشغل فتكمل المهمة بنفسها دون أي مشاكل، أو عندما يكون عدد الأهداف كبير ويتطلب عملية بحث تستغرق زمناً طويلاً بحيث يصبح من الصعب تخصيص شخص ليتابع كل طائرة وهي تبحث عن هدفها.
الكاميكازي وأنظمة الدفاع الجوي
وتشكل الكاميكازي تحدي لأنظمة الدفاع الجوي، فصغرها وقدرتها على المناورة وإطلاقها في أسراب يجعل التصدي لها صعب ومكلف جداً مقارنة بتكلفتها المنخفضة، وتعتبر اليوم كابوس لأنظمة الدفاع وتسعى الدول لإيجاد أنظمة دفاع فعالة للتصدي لها مثل الليزر أو المايكرويف عالي الطاقة لكن دون جدوى حتى الآن.
وتعتبر الكاميكازي سلاح مناسب وفعال للقوات المدافعة والمهاجمة، فيمكن إطلاقها بسهولة من أي مكان في أرض المعركة، ويمكن استخدامها من قبل الجيوش التي لا تمتلك ميزانيات كبيرة لتحدث تأثيراً كبيراً في أرض المعركة قد يعادل أثر الصواريخ المتطورة غالية التكلفة.