تُعد منظومة "إيغلا-إس" (Igla-S)، أحدث إصدار من سلسلة صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف التي طورتها روسيا. صُممت هذه المنظومة لاعتراض وتدمير الأهداف الجوية المنخفضة مثل الطائرات والمروحيات والطائرات المسيّرة والصواريخ الجوالة، وهي تمثل تطوراً كبيراً مقارنة بالإصدارات السابقة مثل Igla وIgla-1، من حيث الدقة والقدرة على مقاومة التشويش.
المنظومة تتكون من صاروخ 9M342 المطوّر، ووحدة إطلاق محمولة، ونظام اختبار ميداني. يبلغ مدى الصاروخ حوالي 6 كيلومترات، ويصل ارتفاع الاشتباك إلى 3.5 كيلومتر، بسرعة تقارب ضعف سرعة الصوت (Mach 2).
يتميز الصاروخ برأس حربي يزن 1.17 كغ، مزود بصاعق مزدوج يعمل بالاصطدام أو القرب، ما يزيد من احتمالية إصابة الهدف حتى في حال عدم حدوث ارتطام مباشر. كما أن الباحث الحراري في Igla-S أكثر حساسية ودقة، ويستطيع التمييز بين الهدف الحقيقي ووسائل التشويش مثل الشعلات الحرارية (flares)، مما يمنحه قدرة أعلى على إصابة الأهداف في بيئات مليئة بالتشويش.
طريقة تشغيل المنظومة بسيطة لكنها تتطلب تدريباً دقيقاً. يبدأ الجندي بتثبيت وحدة الإطلاق على الكتف، ثم يُدخل الصاروخ في الأنبوب، ويُشغّل النظام عبر وحدة التحكم. بعد تحديد الهدف بصرياً، يقوم الباحث الحراري بتثبيت القفل عليه، ويصدر النظام صوتاً يؤكد جاهزية الإطلاق. عند الضغط على الزناد، ينطلق الصاروخ بسرعة عالية، ويتوجه نحو الهدف باستخدام التوجيه السلبي بالأشعة تحت الحمراء، دون الحاجة إلى تتبع مستمر من الجندي. في حال إصابة الهدف، ينفجر الرأس الحربي إما عند الاصطدام أو عند الاقتراب منه، ما يضمن تدمير الطائرة أو تعطيلها.
تُستخدم Igla-S في العديد من الدول حول العالم، أبرزها روسيا، الهند، الجزائر، سوريا، العراق، مصر، فنزويلا، صربيا، أرمينيا، كازاخستان، أوزبكستان، وبلدان أخرى في آسيا وأفريقيا. وقد أثارت فنزويلا الجدل مؤخراً بإعلانها امتلاك ما لا يقل عن 5,000 وحدة من Igla-S، موزعة على مواقع دفاع جوي في أنحاء البلاد، في خطوة اعتبرتها رداً على التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي.
رغم أن Igla-S لم تُستخدم على نطاق واسع في الحروب الحديثة ضد طائرات متقدمة، إلا أنها تُعد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي المحمولة فعالية في مواجهة الأهداف الجوية منخفضة السرعة والارتفاع، خاصة في النزاعات غير المتكافئة.