ما الفرق بين القنابل الذرية والهيدروجينية؟

بقلم:   تامر كرم           |  Oct. 15, 2024

fission-fusion

ألقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على اليابان في عام 1945. ففي 6 أغسطس/آب 1945، ألقت على هيروشيما قنبلة نووية (يورانيوم 235) تُعرف باسم "الولد الصغير ". انفجرت هذه القنبلة بطاقة تعادل حوالي 13 ألف طن من مادة "تي إن تي"، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 80 ألف شخص على الفور.

وبعد ثلاثة أيام تم تفجير قنبلة انشطارية (بلوتونيوم 239) تسمى "الرجل السمين" فوق ناغازاكي، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 ألف شخص.

و على الرغم من القوة التدميرية لهذه القنابل الذرية الانشطارية، فإن القنابل الهيدروجينية الاندماجية أقوى بكثير. ولحسن الحظ لم تُستخدم أي قنبلة هيدروجينية اندماجية في الحروب، وتعتبر قنبلة القيصر، التي اختبرها الاتحاد السوفييتي في 30 أكتوبر 1961، أقوى سلاح نووي تم تفجيره حتى الآن، إذ بلغت قوتها 50-58 مليون طن من مادة "تي إن تي".

ما الفرق بين القنبلة الذرية والهيدروجينية؟

القنبلة الذرية ( الانشطارية ): تعمل على مبدأ الانشطار النووي وهو تقسيم نواة ذرة مادة انشطارية ثقيلة مثل اليورانيوم 235 أو البلوتونيوم 239 إلى نواتين أصغر، و عندما تنشطر هذه النواة يتم إطلاق كمية هائلة من الطاقة (حرارة وإشعاع) و نيوترونات، يمكن لهذه النيوترونات بعد ذلك أن تضرب نوى أخرى، مما يجعلها تنشطر بدورها ويخلق تفاعلاً متسلسلاً. ينتج عن هذا التفاعل المتسلسل غير المنضبط انفجار كبير له تأثيرات مدمرة واسعة النطاق.

القنبلة الهيدروجينية (الاندماجية) : تعمل على مبدأ الاندماج النووي الذي تتحد فيه نوى ذرات خفيفة مثل الديوتيريوم والتريتيوم ( نظائر الهيدروجين) لتكوين نوى أثقل، فتطلق كمية كبيرة من الطاقة. ولكن بدء تفاعلات الاندماج يتطلب درجات حرارة عالية وضغطاً مرتفعاً، والتي يتم تحقيقها عادةً من خلال استخدام قنبلة نووية أصغر (إنشطارية) كمحفز لخلق الظروف اللازمة لحدوث الاندماج النووي. يشبه هذا الاندماج ما يحدث في قلب النجوم ويولد طاقة أكبر بكثير من طاقة الانشطار النووي.

وهكذا تستغل القنابل الذرية قوة الانقسام الذري، بينما تستغل القنابل الهيدروجينية قوة الاندماج الذري. وينتج الإندماج طاقة أكبر ما يجعل القنابل الهيدروجينية أكثر قوةً وتدميراً من نظيراتها الذرية.



مشاركة