الصين تُجري أول قياس للمسافة بين الأرض والقمر في النهار

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 15, 2025

DAYLIGHT-LASER

في أبريل/نيسان 2025، حققت الصين خطوة علمية رائدة في مجال استكشاف الفضاء بإجراء أول قياس للمسافة بين الأرض والقمر باستخدام الليزر خلال ساعات النهار. هذا الإنجاز يُعد غير مسبوق، إذ كانت مثل هذه القياسات تُجرى لسنوات طويلة في الليل فقط، تجنباً للتداخل البصري الذي يسببه ضوء الشمس ويعيق التقاط الإشارة المرتدة بدقة.

نفّذ الباحثون التجربة في مرصد يونّان الصيني مستخدمين نظام ليزر يعمل بالأشعة تحت الحمراء مدمجاً في تلسكوب بقطر 1.2 متر، لتوجيه النبضات الليزرية نحو عاكس صغير مثبت على القمر الصناعي الصيني "تياندو-1"، الذي يدور في مدار حول القمر. لم تُوجه الأشعة مباشرة إلى سطح القمر، بل إلى هذا العاكس المتحرك.

شعاع الليزر عالي الطاقة انطلق لمسافة تتجاوز 300,000 كيلومتر ليصطدم بالعاكس الليزري، ثم ترتد النبضات إلى التلسكوب الأرضي الذي يستقبلها ويوجهها نحو كواشف عالية الحساسية. هذه الكواشف تُميّز الإشارة الأصلية من الضوضاء البصرية الشديدة الناتجة عن ضوء الشمس، ما يُمكّن من قياس الزمن الفاصل بين الإرسال والاستقبال بدقة متناهية، تُترجم إلى حساب المسافة بين الأرض والقمر بخطأ لا يتعدى بضع سنتيمترات.

لطالما استخدمت الأوساط العلمية الليزر لقياس المسافة القمرية منذ أن وضعت بعثات "أبولو" الأمريكية عاكسات ليزرية على سطح القمر، وتبعها لاحقاً مساهمات من الصين وروسيا. لكن كافة هذه القياسات كانت تُجرى ليلاً، بسبب صعوبة رصد الإشارة في النهار. تقنية الصين الحديثة كسرت هذا القيد الزمني، وفتحت الباب أمام استخدام الليزر لتتبع المركبات الفضائية بدقة في أي وقت، ما يشكّل نقلة نوعية في أنظمة الملاحة الفضائية واستكشاف الفضاء العميق.



مشاركة