مراجعة فيلم رجل الشمال The Northman

بقلم:   سامي الناصر           |  May 24, 2022

Northman Film

تتمحور قصة الفيلم حول شخصية تدعى أمليت الذي يذكرنا بهاملت الأمير بطل مسرحية شكسبير, وهذا التشابه ليس صدفة فالقصة نفسها تقريباً فكلاهما يعتمدان على نفس المصدر.

تبدأ القصة في عام 895 للميلاد ويكون أمليت (ألكسندر سكارسجارد) فتىً صغيراً ينشأ على يد والده الملك أورفانديل الذي يربيه على أخلاق الحرب والانتقام. يُقتل والده أورفانديل أمام عينيه على يد عمه فيولنير الذي يغتصب عرش أبيه ويتزوج أمه (نيكول كيدمان) -كما حدث مع هاملت شكسبير- فيهرب أمليت بالقارب بعد أن ينجو من القتل مردداً ثلاث جمل ستصبح قدره: "سأنتقم لك يا أبي. سوف أحفظك يا أمي. سأقتلك يا فيولنير ".

بعد هذا يظهر في مكان آخر وقد أصبح رجلاً قوياً متوحشاً ينهش بفهمه رقاب من يحاربهم في مكان يسمى أرض روس وبعد أن ينتصر مع جماعته عليهم يقررون إرسالهم كعبيد إلى عمه الذي خسر عرشه ويعيش مع زوجته وابنهما كمزارع. ويبدو أن أمليت كان قد نسي قصة ثأره لكن دائماً ما يظهر ما يذكره بها. فالانتقام قدراً قد اختاره ولم يكن خياره, فيظهر له العرافين والغراب الذي كان يرمز لوالده ويذكره دائماً بقدره. فيقرر أن يذهب في سفينة العبيد الذاهبة إلى عمه. وفي السفينة يتعرف على أولغا (أنيا تايلور) التي ستصبح حبيبته وتساعده في طريقه وتقول له: "قوتك تكسر عظام الرجال وأنا لدي المكر لكسر عقولهم".

ينجو من الموت على يد عمه بعد أن قتل له ابنه ويقرر نسيان ثأره والذهاب مع أولغا ليعيش بسلام. لكن بعد أن يعرف أن أولغا حامل بولدين منه يعود للانتقام من عمه كي يضمن أنه لن يأتي ليقتلهما.

لاشك أن الممثلين أبدعو في أداء أدوارهم والديكورات والملابس والبيئة كلها عناصر جذابة وتعيدنا إلى تلك العصور لكن غالباً ماتجري الأحداث الهامة في الليل وبين الدخان فيخيل إليك أنك ترى أشباحاً تتقاتل. والفيلم طويل جداً وممل ولايوجد دافع يحرك البطل غير النبوءة, فلا نشعر أن لديه كفاية من مشاعر الانتقام لقتل عمه بل يتحمل عبوديته له رغم أنه يستطيع قتله لكنه ينتظر الوقت الذي تقرره النبوءة. فالبطل شخصية سلبية قوية متوحشة لكن لا هدف لها حتى الانتقام لايبدو هدفه كأنه رجل آلي مُسير بنبوءة حتى تقترب النهاية فيصبح هدفه ضمان استمرارية حياة أولاده.

قصة الفيلم قد تكون مشوقة لكنها متوقعة وتشعر أن الأحداث بطيئة وهادئة ولايوجد حوارات عظيمة تمر خلال هذا السير البطيء للأحداث.

في النهاية الفيلم ليس سيء لكن مقارنة بمدته التي تتجاوز الساعتين فهو إضاعة للوقت وكان يمكن أن يكون أسرع وأكثر تشويقاً.

الفيلم حظي بتقييم عالي من النقاد على موقع الطماطم الفاسدة 89% أما المشاهدين فقد أعطوه 63% وبرأيي قد أعطوه حقه ولايمكن أن يُعطى أكثر من ذلك, وشباك التذاكر كان إلى جانب المشاهدين فلم يحقق ما كان يتوقع له من إيرادات.



مشاركة