أعلنت الحكومة الأسترالية عن توقيع عقد ضخم بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي لتطوير ونشر أسطول جديد من الغواصات المسيرة ذاتية التشغيل من طراز درونات "القرش الشبحي" كبيرة الحجم (Ghost Shark XL-AUV). يأتي هذا الاستثمار في إطار خطة وطنية لتعزيز القدرات الدفاعية البحرية، بهدف توفير وسيلة ردع مرنة ومنخفضة التكلفة، قادرة على تنفيذ مهام استخباراتية وهجومية في بيئات بحرية معقدة، دون تعريض حياة الطواقم للخطر.
قدرات الغواصة "القرش الشبحي"
الغواصة الجديدة من إنتاج شركة Anduril Australia، وهي فرع محلي لشركة أندوريل الأمريكية المتخصصة في تقنيات الدفاع والذكاء الاصطناعي. ورغم أن الشركة الأم مقرها في كاليفورنيا، فإن التصميم والتصنيع الكامل للغواصة يتم داخل الأراضي الأسترالية.
تتميز غواصة القرش الشبحي بقدرات تخف عالية، بفضل تصميمها وموادها المركبة التي تقلل من البصمة الصوتية والحرارية، مما يجعل اكتشافها عبر الرادارات أو السونارات أمرا بالغ الصعوبة.
تستطيع الغواصة العمل بشكل مستقل لمدة تصل إلى 10 أيام دون الحاجة إلى تدخل بشري، وتعتمد على منظومة دفع كهربائية منخفضة الضوضاء، مدعومة ببطاريات عالية الكثافة، ما يسمح لها بالتحرك بسرية تامة.
يمكنها الغوص إلى أعماق تصل إلى 6000 متر، وهو ما يتجاوز بكثير قدرات معظم الغواصات التقليدية، ويمنحها ميزة استراتيجية في تنفيذ مهام تحت سطح البحر في مناطق يصعب الوصول إليها.
وتدار عملياتها عبر منصة ذكاء اصطناعي تدعى Lattice OS، تتيح لها اتخاذ قرارات تكتيكية ذاتية في الوقت الحقيقي، مثل تغيير المسار أو تفادي التهديدات، دون الحاجة إلى اتصال مباشر ومستمر مع مركز القيادة.
مرونة الانتشار والتخصيص
يمكن إطلاق الغواصة من قواعد ساحلية أو من على متن السفن، وحتى من طائرات نقل عسكرية مثل C-17، ما يمنحها مرونة كبيرة في الانتشار السريع في مناطق النزاع أو المهام الاستطلاعية. وتجهز الغواصة بحمولة قابلة للتخصيص، تشمل أجهزة استشعار، ومعدات استطلاع، وحتى رؤوسا حربية، ما يجعلها مناسبة لمهام متعددة مثل جمع المعلومات الاستخباراتية، والتشويش الإلكتروني، أو تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف بحرية أو ساحلية.
في عالم تتزايد فيه التهديدات غير التقليدية، تعد هذه المنظومات خيارا مثاليا لتعزيز الردع، وحماية السواحل، وتنفيذ المهام الحساسة دون المخاطرة بالأرواح أو الموارد الثقيلة. وهي مستقبل الصراع تحت البحر.