كشفت إيران عن أحدث إضافة إلى الترسانة الجوية للحرس الثوري الإيراني، وهي الطائرة المسيرة الانتحارية حديد 110 التي تُعرف أيضاً باسم "دالاهو"، والتي تم تصميمها لتعمل بمحرك نفاث يمنحها قدرات مناورة وسرعة تفوق بكثير سابقاتها من الطائرات المسيرة التقليدية.

تتميز هذه الطائرة بتصميم هندسي فريد يعتمد على هيكل "دلتا" (الجناح المثلث) ذي زوايا حادة وأسطح مفلطحة متعددة الأوجه، وهو نمط تصميمي مستوحى من تقنيات التخفي بهدف تشتيت موجات الرادار وتقليل البصمة الرادارية للطائرة إلى أدنى حد ممكن، مما يجعل عملية اكتشافها واعتراضها من قبل أنظمة الدفاع الجوي التقليدية أمراً بالغ الصعوبة مقارنة بالطائرات الأكبر حجماً أو الأبطأ حركة.

تعتمد "حديد 110" في دفعها على محرك توربيني نفاث صغير الحجم يحل محل المحركات المكبسية ذات المراوح التي كانت سمة مميزة لطرازات شاهد، وهذا التغيير الجوهري في نظام الدفع يمنح الطائرة سرعة تحليق تصل إلى حوالي 510 كيلومترات في الساعة، وهو ما يفوق سرعة مسيرات "شاهد-136" بأكثر من الضعف، حيث كانت الأخيرة تعتمد على محرك مكبسي يصدر صوتاً مميزاً يشبه صوت الدراجة النارية وتطير بسرعات منخفضة لا تتجاوز 180 كيلومتراً في الساعة.

وعلى الرغم من أن المدى التشغيلي لمسيرة "حديد 110" يقدر بحوالي 350 كيلومتراً فقط - وهو مدى أقصر بكثير من مدى "شاهد-136" الذي يصل إلى 2000 كيلومتر - إلا أن المقايضة هنا تأتي لصالح السرعة العالية والقدرة على مباغتة الأهداف الحيوية بسرعة تقلل من زمن رد الفعل لدى الخصم، حيث تحمل الطائرة رأساً حربياً يزن حوالي 30 كيلوجراماً مصمماً لضرب الأهداف بدقة عالية.

يتم إطلاق "حديد 110" من منصات متحركة باستخدام معزز صاروخي (RATO) يمنحها الدفع الأولي اللازم للإقلاع قبل أن ينفصل ليعمل المحرك النفاث الداخلي، وتتمتع الطائرة بقدرة على التحليق لمدة تصل إلى ساعة واحدة تقريباً وسقف ارتفاع يبلغ 30 ألف قدم (9 كم).

ويشكل ظهور هذه المسيرة تطوراً تكتيكياً لافتاً، حيث إن استخدام المحركات النفاثة يغير من طبيعة التهديد الجوي من مجرد "ذخيرة متسكعة" بطيئة يسهل إسقاطها بالمدافع الرشاشة إلى مقذوف سريع يشبه في سلوكه صواريخ كروز المصغرة، مما يستدعي استخدام صواريخ اعتراضية متطورة ومكلفة لمواجهتها.