في مصنعها المتطور D1X بولاية أوريغون الأمريكية تسلمت شركة إنتل واختبرت أول آلة طباعة حجرية ضوئية من الجيل الجديد High-NA EUV طراز Twinscan EXE:5200B من شركة ASML الهولندية والتي تمكنها من صناعة رقائق بتقنية 1.4 نانومتر المعروفة بـ 14A.
وبهذا الإنجاز سبقت إنتل منافسيها الرئيسيين شركة TSMC التايوانية وعملاق التكنولوجيا الكوري سامسونج اللتين لا تزالان تعتمدان على الجيل السابق من هذه المعدات وتخططان لتأخير تبني هذه التقنية الجديدة نظراً لارتفاع تكلفتها مما يمنح إنتل أسبقية زمنية وتقنية حاسمة في السباق نحو حقبة الأنغستروم.
تعتبر هذه الآلة العملاقة التي يبلغ حجمها حجم حافلة ذات طابقين وسعرها يقارب 380 مليون دولار قمة ما توصلت إليه الهندسة البشرية في مجال التصنيع الدقيق ويكمن السر التقني فيها في تطوير العدسات والمرايا لتمتلك ما يسمى الفتحة الرقمية العالية بمقدار 0.55 مقارنة بـ 0.33 في الآلات السابقة وهذا التغيير الجذري يسمح للآلة بتركيز ضوء الأشعة فوق البنفسجية القصوى بشكل أكثر حدة وكثافة مما يمكنها من طباعة خطوط ودوائر إلكترونية بدقة تصل إلى 8 نانومترات على رقاقة السيليكون بوضوح تام وهي دقة كانت شبه مستحيلة أو معقدة للغاية باستخدام المعدات القديمة.
تتجلى الأهمية القصوى لهذه الآلة في كونها حجر الزاوية لتقنية إنتل المستقبلية المعروفة بـ إنتل 14 إيه أي بدقة 1.4 نانومتر ففي السابق وللوصول إلى دقة نانوية منخفضة باستخدام الآلات القديمة كانت الشركات تضطر لاستخدام تقنية النقش المتعدد أي تمرير شعاع الضوء ثلاث أو أربع مرات لرسم طبقة واحدة معقدة وهو أمر يستهلك وقتاً طويلاً ويزيد من مخاطر حدوث عيوب في التصنيع أما مع آلة هاي إن إيه الجديدة فإن إنتل تستطيع طباعة هذه الطبقات فائقة التعقيد والدقة في ممر واحد مما يعني سرعة أعلى في الإنتاج وتقليلاً في التكلفة التشغيلية على المدى الطويل وتحسيناً كبيراً في كفاءة الشريحة واستهلاكها للطاقة.
يضع هذا الإنجاز شركة إنتل في موقع ريادي فريد فهي الشركة الوحيدة عالمياً التي تمتلك الآن النسخة الإنتاجية من هذه الآلة جاهزة للعمل بينما قررت تي إس إم سي التايوانية الانتظار حتى عام 2026 أو ما بعده لتبني هذه التقنية مفضلة الاستمرار في تحسين تقنياتها الحالية لتقليل النفقات.
وهذا يعني أن إنتل ستكون أول من يمتلك الخبرة العملية والمعرفة الفنية للتعامل مع فيزياء التصنيع عند مستوى 1.4 نانومتر باستخدام أحدث الأدوات مما قد يعيد إليها لقب الريادة التكنولوجية الذي فقدته في السنوات الماضية ويجعلها المصنع الأقوى لرقائق الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية للجيل القادم قبل أي منافس آخر.