يُظهر مقطع فيديو نُشر على منصة تيليغرام روسية ما يبدو أنه نظام دفاع ليزري مثبت على مركبة عسكرية يستهدف طائرات مسيرة أوكرانية، مما يؤدي إلى اشتعالها وسقوطها. تتضمن المشاهد لقطات لحطام الطائرات المتضررة التي تحمل آثار حروق واضحة، مما يشير إلى تعرضها لهجوم بواسطة شعاع ليزري عالي الطاقة.
بحسب المصادر الروسية، فإن النظام المستخدم يُعرف باسم "الصياد الصامت"، وهو نظام دفاع جوي ليزري منخفض الارتفاع طُوِّر في الصين ونُسب تطويره إلى الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية. يتميز هذا النظام بقدرات كشف وتتبع واستهداف متقدمة، حيث يُعتقد أن قوة الليزر المستخدم تتراوح بين 30 و 100 كيلوواط، مما يجعله قادراً على تدمير الطائرات المسيرة على بعد يصل إلى 1.5 كيلومتر وتعطيل بعض أنظمتها الإلكترونية من مدى يصل إلى 3 كيلومترات، بينما يعتمد على رادار بمدى يصل إلى 5 كيلومترات لرصد وتتبع الأهداف الجوية.
ورغم أن روسيا كشفت سابقاً عن امتلاكها منظومة "بيريسفيت" الليزرية التي طورتها لتعطيل الأقمار الصناعية، وفي مايو/أيار عام 2022، ادعت روسيا أنها تستخدم في أوكرانيا نسخة أكثر تطوراً من "بيريسفيت" تُعرف باسم "زاديرا"، قيل إنها قادرة على إحراق الطائرات المسيرة خلال ثوانٍ، لكن بعض التقارير الإعلامية الروسية والصينية تؤكد أن السلاح المستخدم حالياً صيني الصنع.
ويأتي هذا الإعلان الروسي عقب صدور تقارير تفيد بأن بريطانيا تخطط لتزويد أوكرانيا بسلاح ليزري مضاد للطائرات المسيرة يُعرف باسم "دراغون فاير"، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً للاستخدام بحلول عام 2027. كما أعلنت أوكرانيا أنها تعمل على تطوير نظام ليزري محلي الصنع يحمل اسم "ترايدنت" لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة الطائرات المسيرة الروسية.
وتستثمر العديد من الدول في تكنولوجيا أسلحة الطاقة الموجهة، من بينها الولايات المتحدة، إسرائيل، الهند، المملكة المتحدة، كوريا الجنوبية، والصين. ومع تزايد الاعتماد على الطائرات المسيرة في الحروب الحديثة، يتوقع أن تلعب أسلحة الليزر دوراً متزايد الأهمية في ساحات المعارك المستقبلية، لكن حتى الآن، لم تثبت فعاليتها وكفاءتها في أي مواجهة ميدانية حقيقية، إذ لا تزال تُصنف ضمن الأسلحة التجريبية أكثر من كونها أنظمة قتالية فعالة.