رواية مئة عام من العزلة هي أشهر روايات الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز وقد كتبها في عام 1965 وحاز على جائزة نوبل للآداب عام 1982. وقد أعلنت منصة نتفليكس عن بدء العمل لإنتاج مسلسل تلفزيوني مستند على هذه الرواية.
تبدأ الرواية بهروب خوسيه أركاديو بوينديا من مدينته هو وزوجته أورسولا بعد الجريمة التي ارتكبها وقتل شخصاً يدعى أغيلار. وفي طريق الهروب يمران بنهر ويخيمان قربه فيحلم خوسيه أثناء نومه أنه أسس مدينة في هذا المكان. هذه المدينة معزولة عن العالم واسمها ماكوندو. وقد بقيت لسنوات طويلة في عزلة باستثناء زيارات سنوية للغجر الذين يأتون لهم بالاختراعات التكنولوجية في ذاك العصر كالمغناطيس والعدسة. زعيم الغجر يدعى ميلكياديس يقيم صداقة مع خوسيه ويودع لديه مخطوطاً مكتوباً بالسنسكريتية.
تتوالى على المدينة ست أجيال من أبناء خوسيه أركاديو وزوجته التي كانت لا تريد الإنجاب لخوفها من إنجاب ولد له ذيل بسبب الزواج المختلط في العائلة. لكنها تنجب 3 أولاد ذكرين وانثى. ثم تقرر الحكومة فك عزلة المدينة وتعين فيها قاضي. وتشارك المدينة في الحرب الأهلية بين الجمهوريين والليبراليين في البلاد. ويخوض أحد أبناء خوسيه أركاديو مئات الحروب تنتهي بتوقيعه معاهدة سلام وعودته للمدينة لإنه نسي لماذا كان يحارب.
كما تلقي الضوء على الشركات الأجنبية كشركة الموز التي اسثمرت موز المدينة وتنتهي بإضراب العمال فتقوم الحكومة بجمعهم للتفاوض معهم لكنها تقتلهم جميعا في ساحة المدينة.
تنتهي الرواية بزواج آخر ابن للعائلة من خالته التي لا يعرف أنها خالته فينجبان طفلا له ذيل لتتحقق مخاوف الجدة أورسولا. ويكتشف هذا الابن الاخير الذي استطاع فك شفرة مخطوط ميلكياديس الغجري أنها نبوءة تروي بالتفصيل ماحدث خلال هذه المئة عام في هذه المدينة. ويقرأ مايحدث معه حالياً ويعلم أنه لن يخرج من هذه الغرفة فخلال قراءته الكلمات الاخيرة تهب رياح وأمطار تنهي المدينة وتدمرها بعد مئة عام من العزلة. ويختم ماركيز روايته قائلاً: "لأن السلالات المحكوم عليها بمئة عام من العزلة ليس لها فرصة ثانية على الأرض".
الرواية تروي قصة أميركا الجنوبية التي عاشت في عزلة عن العالم يتخللها بعض الروابط الذي يمثلها الغجر الذين يأتون بالتكنولوجيا ويأخذون مقابلها الذهب. والشركات التي تأتي لتستغل أراضي البلاد وعمالها. وكأن هذه المدن لم تختر عزلتها فرغم محاولة الأب فهم مايأتيه من تكنولوجيا يزداد عزلة وينطوي على نفسه ويصبح مهووساً بتقصي أسرار الكون لدرجة أنه يصاب بالجنون ويربطه أولاده بشجرة كستناء لعدة سنوات حتى وفاته. ويكرر الأبناء أخطاء آبائهم وطريقة عملهم لدرجة أن الغجري يمكن له أن يتنبأ بكل ما سيحدث معهم وبنهايتهم.