شاع استخدام مصطلح الويب 3.0 كثيراً بين المتحمسين للعملات الرقمية وتقنيات البلوكتشين. وهم يرونه مستقبل الويب الذي يحمل مفهوماً جديداً هو اللامركزية. ففي الويب 2.0 الحالي تسيطر الشركات على بيانات المستخدمين وتتحكم بها فتتركز هذه البيانات عند جهات معينة تملك حرية التصرف بها وبيعها للمعلنين مثل شركة أمازون وغوغل وفيسبوك ويوتيوب. أما في الويب 3.0 المنشود فستخزن هذه البيانات على شبكات البلوكتشين اللامركزية وبالتالي فلا يوجد جهة ستكون قادرة على السيطرة والتحكم بها مما يحمي بشكل أفضل خصوصية المستخدم الذي يسيطر على بياناته.
يعتمد المروجون لفكرة الويب 3.0 على إقناع المستثمرين للاستثمار في مشاريعهم على فكرة خصوصية المستخدم التي تنتهكها الشركات التقنية الكبيرة و التي سيوفرها الاعتماد على تقنية البلوكتشين التي تمكن اللامركزية في حين يتجاهلون العوائق التقنية الكبيرة أمام اللامركزية.
فالويب 3.0 في نظرهم هو نسخة جديدة من الويب الحالي لكن من دون تطبيقات الشركات الكبرى. فمثلا سيتم استبدال موقع مثل الفيسبوك بموقع مماثل له لكن الفرق أن البيانات ستكون مشفرة وموزعة على البلوكتشين وليست متمركزة عند شركة واحدة.
لا يوضح مروجي الفكرة كيف سيتم تقديم الخدمات بنفس الكفاءة بالاعتماد على البلوكتشين رغم أنه من الواضح أن مواقعاً مثل يوتيوب وفيسبوك وغوغل تستخدم العديد من التقنيات و تستثمر المليارات في البنية التحتية كي تستطيع تخزين وإدارة البيانات لديها بفعالية. فكيف سيتم تحقيق هذه الفعالية على البلوكتشين وأين ستخزن كتل البلوكتشين الضخمة. كلها أمور لا يزعج أحد نفسه بمحاولة إيجاد حلول مقنعة لها.
إن مسألة حماية الخصوصية ليست مسألة تقنية فقط فلن تكون أي تقنية كافية للوصول إلى هذا الهدف. وكون تقنية البلوكتشين تتيح اللامركزية في إدارة الشبكة فهي عرضة لتصبح مركزية مثل الشركات التقنية العملاقة. فمثلاً البيتكوين الذي يعتمد على شبكة البلوكتشين اللامركزية يسيطر على عملية تعدينه أقل من عشر جهات فهو يتجه أكثر فأكثر نحو مركزية المتحكم به رغم استخدام تقنيات لامركزية وربما هذا مادفع مؤسس تويتر جاك دورسي للقول في تغريدة له: "سيكون الويب 3 مركزياً إذ ستتحكم به مجموعة من الأشخاص في النهاية".
لابد أن جيلاً جديداً من الويب سيظهر ولكن لايمكن لنا التنبؤ كيف سيكون شكل الويب 3.0 فالتطور السريع والغير متوقع في المجال التكنولوجي ربما ينتج جيلاً جديداً لم يخطر لنا أنه ممكن الوجود وربما ما راج من أفكار عن الويب 3 لن يكون هو مستقبل الويب.