تحليل البيانات هو عملية معالجة البيانات بمجموعة من الأدوات والتقنيات البرمجية لاستخراج معلومات مفيدة منها، كالإجابة على تساؤل أو اكتشاف علاقات مخفية أو التنبؤ بحدث مستقبلي.

فمحلل البيانات كالمحقق ينظر إلى بياناته بعين ثاقبة ليحدد ما المعلومات التي يمكن استخلاصها من البيانات وكيف يفعل ذلك لخدمة التحقيق الذي يقوم به.

يُعتبر تحليل البيانات أداة قوية لدعم متخذي القرار في كل المجالات: الزراعية والصناعية والخدمية والترفيهية، إذ تعطيهم رؤية أكثر عمقاً وتمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة أكثر حكمة.

لنوضح قوة تحليل البيانات بأمثلة واقعية:

1- إجابة عن تساؤل

تخيل أننا نريد التحقق فيما إذا كان هناك رابط بين التدخين وشدة أعراض كوفيد-19. سيقوم محللو البيانات بجمع معلومات عن مرضى كوفيد-19، بما في ذلك إن كانوا مدخنين أم لا. ومن خلال أدوات التحليل المناسبة، يمكنهم تحديد أي علاقة محتملة بين التدخين وشدة أعراض كوفيد-19. ويسمى هذا النوع من التحليل بالتحليل الوصفي.

2- التنبؤ بالمستقبل

مثل ما تقوم به الأرصاد الجوية إذ تستخدم بيانات الطقس لسنوات مضت لتدريب نماذج تعلم آلي لكي تتنبأ بحالة الطقس في قادم الأيام. ويسمى هذا النوع من التحليل بالتحليل التنبؤي.

3- الكشف عن الأنماط المخفية

يمكن لتحليل البيانات الكشف عن العلاقات المخفية في البيانات. خذ المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال. من خلال تحليل بياناتهم، يمكننا استخدام خوارزميات التجميع لتجميع المؤثرين المتشابهين. يمكن أن تكشف هذه المجموعات عن أنماط مخفية، مثل سمات المحتوى المشتركة، أو التركيبة السكانية للجمهور، أو حتى استراتيجيات المشاركة. ويسمى هذا النوع من التحليل بالتحليل العنقودي.

كيف تتم عملية تحليل البيانات؟

تتلخص عملية تحليل البيانات بأربعة مراحل:

1- تحديد الهدف

لابد أولاً من تحديد الهدف والغاية من التحليل، حتى نتمكن من جمع البيانات المناسبة واستخدام التقنيات والأدوات الملائمة لتحقيق الهدف المنشود.

2- إعداد البيانات

قبل الغوص في التحليل، يجب إعداد البيانات. تتضمن هذه المرحلة جمع البيانات من مصادر مختلفة، وتنظيفها لإزالة التناقضات أو الأخطاء، وتحويلها إلى تنسيق واحد. تخيل الطاهي يقوم بإعداد المكونات قبل الطبخ ، هذه المرحلة تجعل بياناتك جاهزة للتحليل.

3- تحليل البيانات

في هذه المرحلة نقوم بتطبيق أدوات وتقنيات تحليل مختلفة ومتنوعة وذلك حسب الغاية من التحليل، فهناك أدوات تحليل تنبؤية وأخرى وصفية وتشخيصية وغيرها.

يمكن أن يؤدي التحليل إلى نوعين رئيسيين من النتائج: المرئيات (المخططات والرسوم البيانية) أو الملخصات النصية (التقارير والجداول والموجزات).

4- استخلاص النتائج واستخدامها

تتضمن المرحلة النهائية تفسير نتائج التحليل واستخلاص النتائج. هل يمكن الإجابة على السؤال الأولي؟ ربما النتائج تثبت عدم صحة فرضيتك الأولية! بمجرد حصولنا على هذه الأفكار، نحتاج إلى إيصالها إلى صناع القرار بطريقة واضحة ومفهومة.

يُعد تحليل البيانات مجالاً راسخاً له خطواته المعروفة، ولكن له جانباً إبداعياً أيضاً. لماذا؟ لأن اكتشاف الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها واختيار تقنيات التحليل المناسبة وتفسير النتائج كلها تتطلب درجة من الإبداع والتفكير النقدي.