لماذا تخلت مايكروسوفت عن مراكز البيانات تحت البحار؟

بقلم:   تامر كرم           |  June 30, 2024

ms-underwater-ds

أكدت مايكروسوفت على إغلاق مشروعها لبناء مراكز بيانات مغمورة في مياه البحر، وكانت الشركة قد بدأت خططها منذ عام 2013 وبعد عدة تجارب واعدة أطلقت مشروعها فعلياً المسمى مشروع ناتيك Project Natick عام 2015.

وصرحت رئيسة قسم عمليات السحابة والابتكار أنهم "لن يقوموا ببناء مثل هذه المراكز في أي مكان في العالم"، ورغم أنها لم توضح أسباب هذا القرار وأكدت أن التجارب كانت ناجحة، لكنها أشارت أنهم تعلموا الكثير من تجاربهم "عن الاهتزازات وتأثيرها على الخوادم".

إذاً يبدو أن هذه الاهتزازات تلعب دوراً كبيراً في قرار مايكروسوفت ولكنه ليس الوحيد. وقد أرسلت مايكروسوفت عام 2018 غواصة محملة بـ 864 خادم وقادرة على تخزين 27.6 بيتابايت من البيانات إلى قاع جزر أوركني، شمال شرق اسكتلندا. وبعد عامين في 2020، أعادتهم للتتقييم ووجدت أن المراكز تعمل بكفاءة أكبر تحت الماء ونسبة الأعطال أقل إذا ما قارناها بالمراكز الارضية.

وبهذا وجدت مايكروسوفت أن المراكز تحت الماء يمكن أن تكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة تشغيلية، فحرارة الماء قليلة التغير مقارنة بالحرارة على الأرض مما يزيد عمر المراكز، كما أن تكلفة التبريد قليلة مقارنة بالكلفة الضخمة التي تتكبدها المراكز الأرضية.

لكن هناك مجموعة عقبات أمام هذه المراكز وهي: عدم القدرة على إصلاحها إذا تعطل جزء منها، فتكلفة الإصلاح والاستبدال ضخمة جداً وتحتاج لخبرات نادرة للقيام بها؛ كما أن الاهتزازات التي تتعرض لها المراكز نتيجة الأمواج قد تؤدي إلى مشاكل غير متوقعة وتؤثر على عملها.

كل هذه الأسباب من تكلفة الإنشاء الأولية العالية والبيئة غير المستقرة والتي قد تؤدي لمشاكل غير متوقعة وتكلفة الصيانة العالية ربما جعلت الشركة تُفضل التركيز على تطوير مراكز البيانات الأرضية.

رغم أن قرار مايكروسوفت قد يضعف الحماس، فإن نشر الصين لمشروع مركز بيانات كبير تحت الماء بالقرب من جزيرة هاينان في عام 2023 يشير إلى استمرار استكشاف هذه التكنولوجيا. وتفيد التقارير أن شركات مثل China Telecom وTencent تستخدم هذه المرافق بالفعل. ومع ذلك، لابد من أن نرى نجاح المشروع على المدى الطويل حتى تثبت هذه التقنية فعاليتها.



مشاركة