الصين تتحكم بعقل النحل وتحوله إلى سايبورغ للتجسس

بقلم:   تامر كرم           |  July 14, 2025

china-cyborg-bee

نجح فريق من العلماء في معهد بكين للتكنولوجيا بالصين في تطوير "نحلة سايبورغ" يمكن التحكم في طيرانها عن بعد. يتم ذلك من خلال زرع جهاز تحكم دماغي مصغّر على ظهر النحلة، يزن ٧٤ ملليغراماً فقط، مما يجعله أخف جهاز من نوعه على الإطلاق، وهو مصمم بحيث لا يعيق حركتها الطبيعية.

يتصل هذا الجهاز مباشرة بالفصوص البصرية في دماغ النحلة عبر ثلاث إبر دقيقة، ويرسل نبضات كهربائية تحاكي الإشارات البصرية الطبيعية، مما يخلق أوهاماً بصرية تدفع النحلة إلى الانعطاف يميناً أو يساراً أو الطيران للأمام بأمر من المشغل، تماماً كما يتم توجيه الطائرات بدون طيار.

وقد أثبتت التجارب نجاحاً لافتاً، حيث أظهرت الدراسة التي نُشرت في المجلة الصينية للهندسة الميكانيكية أن دقة التحكم في توجيه النحلة بلغت 90%. هذه الدقة العالية تفتح الباب أمام تطبيقات واعدة، مثل استخدام أسراب من نحل السايبورغ في مهام الاستطلاع العسكري أو تحديد مواقع الناجين تحت أنقاض المباني بعد الكوارث الطبيعية كالزلازل.

يكمن سر الاهتمام بالنحل في قدراته الطيرانية الفائقة التي تتفوق على العديد من الدرونات المصغّرة. فالنحلة ليست قادرة على الطيران لمسافات طويلة قد تصل إلى خمسة كيلومترات بحثاً عن الغذاء فحسب، بل تتمتع أيضاً بقدرة مذهلة على المناورة في البيئات المعقدة والأماكن الضيقة التي يصعب على الطائرات بدون طيار الوصول إليها.

على الرغم من هذا الإنجاز، لا يزال المشروع يواجه تحديات كبيرة. فالنظام يعتمد حالياً على مصدر طاقة سلكي، إذ أن تقنيات البطاريات المتاحة أثقل من أن تحملها النحلة أثناء الطيران. كما تختلف دقة التحكم بين نحلة وأخرى، ولا تزال هناك استجابات جسدية، كحركة الأرجل، خارج نطاق السيطرة.

ولتحويل النحلة إلى أداة مراقبة فعالة، سيتطلب الأمر تزويدها بكاميرات وأجهزة استشعار مصغّرة، وهو ما يمثل تحدياً إضافياً، إذ ستحمل النحلة أوزان إضافية و ستحتاج بطارية أثقل لتشغيلها.



مشاركة