تستوحي الكثير من الابتكارات في مجال الروبوتات أفكارها من الكائنات الحية. وهذه المرة، استلهم فريق من الباحثين في الجامعة التقنية في دارمشتات الألمانية فكرة صناعة أجنحة تشبه أجنحة الفراشة الملكية، وهي فراشة تسافر آلاف الكيلومترات سنوياً، مما يدل على قوة أجنحتها وتفرد تصميمها.
ولهذا السبب، أراد الباحثون إيجاد طريقة تُمكِّن الأجنحة الروبوتية من محاكاة عمل أجنحة هذه الفراشات دون استخدام المحركات. فقاموا بصناعتها باستخدام مزيج من بلاستيك مرن مُدمج بجسيمات مغناطيسية مجهرية. وعند تعرُّضها لحقل مغناطيسي خارجي، تتحرك هذه الجسيمات، مما يتسبب في ثني الأجنحة وتحريكها بطريقة تشبه أجنحة الفراشة الحقيقية.
وبهذه الطريقة، يمكن الاستغناء عن البطاريات والمحركات والتجهيزات المعقدة لصناعة الأجنحة، مما يؤدي إلى تخفيف الوزن والتكلفة.
وقام الفريق بإنشاء العديد من التصاميم للأجنحة وطباعتها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، حتى توصلوا إلى تصميم فعَّال يستجيب للحقول المغناطيسية بطريقة تجعله يرفرف كما تفعل الفراشة تماماً.
رغم ذلك، لم يقم الباحثون بإنشاء فراشة روبوتية كاملة، بل كان تركيزهم على إتقان حركة الأجنحة كخطوة أولى نحو بناء أجسام طائرة دقيقة لا تحتاج إلى الكثير من الطاقة والمحركات.
ويفتح نجاح بناء أجسام طائرة باستخدام هذه التقنية الباب أمام مجموعة واسعة من الاستخدامات، بما في ذلك المراقبة الزراعية والمراقبة البيئية وتتبُّع الحياة البرية لجمع البيانات في المناطق التي يصعب الوصول إليها بأجهزة الرصد الكبيرة.
كما يمكن استخدامها في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة، حيث تساعد في تحديد مكان الناجين والدخول تحت الأنقاض. وقد يكون لاستخدام الحقول المغناطيسية في تحريك الروبوتات العديد من التطبيقات في المجالات الطبية والجراحية.