كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي لاغتيال العلماء والقادة؟

بقلم:   تامر كرم           |  June 24, 2025

ai-cia

في عالم الاستخبارات الحديثة، يعتبر الذكاء الاصطناعي محرّك رئيسي لتتبع الأهداف البشرية بدقة غير مسبوقة. فلم يعد الاعتماد فقط على جمع ومقاطعة المعلومات من الجواسيس و التنصت التقليدي، بل أصبح الذكاء الاصطناعي هو العقل التحليلي الذي يربط بين صور الأقمار الصناعية، وبيانات مناطيد المراقبة، والاستطلاع الجوي بالطائرات المسيّرة، والكاميرات المزروعة وملاحظات الجواسيس ليحوّل كل تلك البيانات المتناثرة إلى معلومات قيمة ودقيقة.

تشكل الأقمار الصناعية الركن الأول لهذه المنظومة، بقدرتها على تغطية مساحات واسعة ورصد التغيرات الطفيفة في المواقع الحساسة. لكن لأن بعض التفاصيل قد لا تقع ضمن مدى دقتها، تظهر المناطيد المراقبة كحلّ بديل أكثر دقة و قرباً من الأرض. ومع تحليق الطائرات المسيّرة، يمكن الوصول إلى الزوايا التي لا تراها الأقمار، وتتبع التحركات بين الأزقة والأبنية.

كل هذه الوسائل تنتج كماً هائلاً من الصور والمعلومات. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يُحللها فوراً، ويكتشف الأنماط، ويربط الأحداث ببعضها، ويتنبئ بحركات الهدف التالية.

كيف تتم مراقبة شخصية هامة؟

عند اتخاذ قرار بمراقبة شخص ما، يتم أولًا تحديد موقعه بدقة، ومن ثم يبدأ الذكاء الاصطناعي تحليل الصور الواردة من الأقمار الصناعية. يراقب الذكاء الاصطناعي حركة المركبات أو المواكب التي قد ترتبط بالهدف، ويحدد اتجاهاتها وأماكن وجهتها. وإذا عادت وانطلقت مركبات من هذه المواقع، يتم رصدها وتسجيلها أيضاً. ومن خلال ذلك، تُبنى خريطة تنقلات وأماكن تواجد محتملة للهدف. ورغم أن هذه المواقع قد تكون متعددة وفقاً لتعقيد نظامه الأمني، فإن العملية لا تقف عند هذا الحد. فمع ظهور معلومات جديدة، مثل تسجيل من كاميرا مراقبة، أو ظهور علني، أو بلاغ من جاسوس ميداني، يُعاد تحليل البيانات لرسم سيناريوهات متعددة لمسار تحركات الهدف وطريقة وصوله إلى موقع معين.

ومع مرور الوقت، تصبح أساليب التمويه المستخدمة من قِبل الهدف، مثل تغيير المواقع باستمرار أو استخدام مواكب وهمية، أقل فاعلية. إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي رصد الأنماط المتكررة، ويحدد مجموعة ضيقة من المواقع المرجّحة لتواجد الهدف.

عادةً لا يعرف الجواسيس البشريون سوى المهمة المحددة المكلفين بها، مثل توثيق مكان أو تركيب جهاز مراقبة. وتكمن أهميتهم في دعم البيانات التي يحللها الذكاء الاصطناعي، مما يضفي دقة وتأكيد أكبر على المعلومات.

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في هذا المجال، إذ يُسرّع تحليل البيانات ويكشف خطط التمويه بسهولة أكبر. لكنه بدون تغذية مستمرة من مصادر متعددة كالأقمار الصناعية، وكاميرات المراقبة، واعتراض الاتصالات، والتقارير البشرية لن يستطيع فعل أي شيء.



مشاركة