هل قتل إيلون ماسك تطبيق ثريدز أم أنه ولد ميتاً؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 15, 2023

صراع ماسك و زوكربيرغ

أصبح ثريدز التطبيق الأول عالمياً في سرعة جذب المستخدمين؛ فقد حقق خلال 5 أيام 100 مليون مستخدم، متخطياً ChatGPT الذي حقق 1 مليون خلال أول أسبوع. يرى الكثيرون أنهم ليسو مستخدمين حقيقيين لأن جميعهم لديهم حسابات على انستاغرام، فلا يوجد عملياً مستخدماً جديداً واحداً أضافه التطبيق المتفرع عن انستا؛ بالمقابل يرى المدافعين أن هؤلاء المئة مليون قد حملوا التطبيق من متجر التطبيقات وهذا دليل كاف على الاهتمام به.

يُتوقَع من هذا العدد الهائل من المستخدمين أن يؤدي إلى إشعال التطبيق بالتفاعل، لكن المفاجأة أن حجم التفاعل بقي محدود جداً؛ وكل البوستات كانت منسوخة من منصات أخرى ولايوجد عليها تفاعل حقيقي ونقاش جذاب كالذي يحدث في تويتر؛ فلا جدبد في هذا التطبيق من حيث الفكرة أو الميزات وربما صدق إيلون ماسك عندما وصفة أنه "إنستا بلا صور" رغم أنه يمكن نشر الصور عليه لكنه يركز على النص أكثر مثل تويتر.

ربما لو لم تعلن ميتا أنه منافس لتويتر لما جذب هذا الكم من المستخدمين فقد كانت خطة تسويقية ناجحة؛ لكن الصدمة تأتي عندما تجد نفسك في مكان تحسبه منافس لتويتر و لا تجد نوع النقاشات التي تراها هناك وحتى الأخبار السريعة التي يتميز بها الطائر الأزرق لاتجدها في ثريدز فقد تميز تويتر منذ بدايته أن أي خبر ينتشر فيه قبل نشره في وسائل الاعلام التقليدية.

بعد يومين أدرك صانعي التطبيق أنه لايجب الاستمرار بخداع المستخدمين؛ فأعلن مدير انستا أن التطبيق لايستهدف منافسة تويتر ولايهتم في المواضيع السياسية فهناك العديد من المواضيع الأخرى الأقل حدية وتنافراً يمكن طرحها في التطبيق. يٌنظَر لهذا التعليق أنه إما تراجع عن المنافسة لأن التطبيق لم يجذب المؤثرين الذين يقودون النقاشات السياسية على تويتر وبالتالي لا أمل له في المدى المنظور أن يصبح منافساً لتويتر في هذا الميدان. و البعض الآخر يرى أنه بالأصل لم يكن غاية التطبيق منافسة تويتر لكنهم استخدموا ذلك للدعاية ليس أكثر ... وإن كنا نحن من أنصار الرأي الأول.

ثم أعلن إيلون ماسك عن بدء العمل ببرنامج مكافأة منشئي المحتوى على المنصة وذلك بإعطائهم جزء من أرباح الاعلانات التي تعرض في التعليقات على بوستاتهم؛ وهذا عامل إضافي لبقاء منشئي المحتوى على تويتر وعدم الانتقال إلى منافسه الجديد خاصة أنهم يثقون أن إيلون ماسك سيكون أكثر عدلاً معهم. وإن تم الحديث عن أن زوكربيرغ حاول الدفع لبعض المؤثرين الروحيين للتسجيل في ثريدز وربما حصل على بعضهم، لكنه لم يبدي أي رغبة في الدفع لصانعي المحتوى النصي لا على الفيسبوك سابقاً أو ثريدز حالياً.

بعض الشركات أحبت أن تتخلص من تويتر بعد أن اشتراه إيلون ماسك؛ فقد توقفوا عن الإعلان فيه، وذلك بسبب رفض ماسك لتطبيق سياسات حجب المحتوى الذي قد ينشر دعاية سلبية عنهم؛ فلماذا يدفعون لتطبيق لايراعي مصالحهم! مما جعلهم يشتركون بقوة في الحملة الدعائية لثريدز؛ حتى ظن الكثيرون أن نهاية تويتر على يد ثريدز مسألة وقت. 10 أيام فقط كانت كفيلة بقلب المعادلة وليبدأ الكثير يرون أن نهاية ثريدز مسألة وقت هذا إن لم يكن قد ولد ميتاً.

قد ولد ميتاً لأنه لم يأتي بأي فكرة جديدة أو ميزة جديدة وبالتالي فانتقال المشتركين إليه من تويتر سيكون بسبب كرههم للمنصة؛ وهذا السبب موجود لدى بعض الشركات وعدد قليل من المستخدمين؛ أما القسم الأكبر من مستخدمي تويتر وصانعي المحتوى مازالو يرون في ماسك أفضل من يعتمدون عليه ويثقون به ولم تغريهم كل الدعايات التي تم ترويجها عن ثريدز.



مشاركة