ما هو التزييف العميق DeepFake ولماذا يُلقب بالعميق؟

بقلم:   تامر كرم           |  Oct. 5, 2023

deepfake

أصبح اليوم من الشائع أن نجد فيديوهات لشخصيات تاريخية تتكلم؛ فتطبيقات تحريك الشفاه والوجه لصورة شخص لكي يبدو وكأنه يقول كلام معين أصبحت أكثر من أن تُعد؛ لكن هذه الفيديوهات من الواضح أنها مزيفة فلا يدَّعي مصمميها أنها حقيقة وهي لاتخدع أحد.

أما الفيديوات والصور المزيفة هي تلك التي تحاول تقليد شخصيات حقيقة وجعلنا نصدق أنها حقيقية. مثلاً منذ فترة انتشر فيديو لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وهي تقول كلام غريب في مؤتمر عام وتبين لاحقاً أنها لم تقل هذا الكلام على الإطلاق. لقد كان الفيديو مقنعاً لدرجة كبيرة وانتشر انتشاراً واسعاً؛ وقبلها رأينا عدة فيديوهات للرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت مزيفة ومعظمها يعود لما قبل عام 2017.

فتقنية التزييف ليست جديدة رغم أن مصطلح التزييف العميق ظهر عام 2017 ليشير إلى كل تلك الصور والفيديوهات والأصوات التي تقلد شخصيات حقيقة وتحاول أن تقنع المتلقي أنها حقيقية.

لما سُمي التزييف بالعميق أو ديب-فيك DeepFakes؟

التزييف باستخدام الكمبيوتر موجود منذ أن بدأت برامج تحرير الصور والصوت والفيديو بالانتشار وتستخدم نفس التقنيات التي تستخدم في صناعة السينما؛ لكن اسم التزييف العميق بدأ بالظهور بعد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بهذا التزييف والتي تعتمد جميعها على تقنية اسمها التعلم العميق وهي التي أدت إلى تطوير تطبيقات مثل ChatGPT.

هذه التقنية تتطلب تدريب النماذج بكميات كبيرة من البيانات لكي تصبح قادرة على العمل بفعالية. فمثلاً تلك الأنظمة التي تأخذ صورة وجه لشخصية وتحركه تتدرب كل كميات كبيرة من فيديوات لصور وجه أناس يتكلمون لتتعلم كيف تربط بين الكلمة والحركة التي يقوم بها الشخص أثناء لفظه للكلمة ثم بعد تدريبها يتم إعطاءها صورة شخص وكلام لقوله لكي تقوم بإعادة إنشاء فيديو يبدو فيه الشخص كأنه يتكلم.

فالتزييف الرقمي ليس جديد لكن التعلم العميق جعله سهل جداً وسريع وبمتناول أي شخص؛ فلم يعد يتطلب جهداً كبيراً وهذا ما أدى لانتشاره الكبير والتطور السريع للتكنولوجيا يجعل من اكتشافه أمر أصعب شيئاً فشيئاً.

كيف نتجنب التزييف العميق؟

بدأ التزييف العميق بتزييف صور لمشاهير في أوضاع معينة ثم تطور ليشمل صناعة فيديوهات لهم ومازال يتطور باستمرار. لم يعد اليوم أحد يقتنع أن صورة ما حقيقة لمجرد أن رآها؛ فالوعي المجتمعي الكبير لهذه التقنية يحد من فعاليتها؛ لكن الفيديوات المزيفة بإتقان مازالت أكثر خطورة وأكثر إقناعاً فرغم أهمية الوعي بوجود هذه التقنية الذي يستدعي التحقق من المصدر فهذا وحده غير كافي.

ويتعلق الأمر بشكل كبير بكيفية انتشار هذه الأعمال المزيفة والذي يرتبط بالسوشال ميديا؛ فمنصات التواصل الاجتماعي تلعب الدور الأكبر في ذلك ولهذا يقع على عاتقها تمييز التزييف العميق وأن لا تساهم في جعله ترند.

معظم المنصات تعمل على مكافحة التزييف العميق وهناك فرق مخصصة لذلك في كل شركة من الشركات الكبيرة وربما لهذا السبب من النادر أن ينتشر فيديو مزيف رغم كل التقدم الذي حصل في هذا المجال؛ لكن الاعتماد على الشركات الخاصة فقط دون رقابة من طرف محايد يبقى موضع قلق وتساؤل.



مشاركة