كيف تم ترويض ChatGPT كي ينحاز ضد الفلسطينيين؟

بقلم:   تامر كرم           |  Nov. 8, 2023

باسم يوسف والذكاء الاصطناعي

في المقابلة الثانية بين باسم يوسف و بيرس مورغان حول القضية الفلسطينية يحاول باسم يوسف إظهار الدرجة المهولة من الانحياز الغربي الممنهج ضد الفلسطينيين الذي أدخلوه حتى ضمن الذكاء الاصطناعي. فيقول للمذيع أنه سأل ChatGPT سؤالين بسيطين:

الأول:هل يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحراراً؟

نعم، الإسرائيليون يستحقون هذا الحق مثل أي شعب آخر…

الثاني: هل يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحرارا؟

إنه أمر معقد. إنها مسألة حساسة…

وفق ChatGPT هل يستحق الفلسطينيون الحرية

فما سبب هذا الانحياز؟

لمعرفة السبب علينا أن نعرف كيف يتم تدريب ChatGPT أولاً كي نرجح سبب انحيازه. إذ يتم تدريبه على مرحلتين: في الأولى يقرأ كل ماهو موجود على الانترنت ثم تأتي الثانية لتحسين النتائج وجعلها تبدو كما يريد المطورون فيقومون بإضافة أسئلة وأجوبة من صياغتهم أو صياغة أي جهة يثقون بها كي يجعلوه يجيب بالطريقة التي يجدونها مناسبة.

إذا قد يبدو أن هناك سببين لانحيازه:

الأول أن المحتوى الانكليزي على الانترنت عنصري ضد الفلسطينيين وهذا قد يبدو مفاجئاَ فالأخبار غالبا ما تتجاهل وجود الحق الفلسطيني لكنها لا تنفي حقه بالحرية؛ فقط تتجاهله وتركز على حقوق الطرف الآخر؛ في حين ويكيبيديا ووثائق حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة تجعل من المتوقع أن لا ينحاز جوابه حول أمور أساسية موجودة في كل المواثيق الدولية والأخلاقية وهذا يقودنا لترجيح السبب الثاني.

السبب الثاني: أن المطورين قاموا بإدخال هذه المعلومات المنحازة عن سابق رغبة ومعرفة. وهذا إن كنا قد نستبعده سابقاً لكننا اليوم نجده أقل المتوقع عندما نرى تغطية وسائل الإعلام الغربية المنحازة بشكل لايصدق ومنع المظاهرات المؤيدة لفلسطين وملاحقة الناشطين لكتابة حتى تغريدة تعاطف.

ومن الجدير الإشارة أن المدير التنفيذي للشركة المطورة لـ ChatGPT سام ألتمان قد التقى بعدد من رؤساء الدول ومن بينهم رئيس اسرائيل وقد ذكرت أسوشيتد برس أن هدف اللقاء هو احتواء الأخطار التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي ومن الواضح أنهم يعتبرون أي شيء ينصف شعب فلسطين خطر عليهم.



مشاركة