كمية صغيرة من اليورانيوم يمكنها إنتاج كمية هائلة من الطاقة، ولحسن الحظ فهو متوفر في الأرض بكثرة، وأكثر وفرة من الذهب بحوالي 500 ضعف. لكنه لا يُستخدم مباشرة بعد استخراجه من المناجم، بل يمر بعدة مراحل، أولها تحويله إلى كعكة صفراء.
الكعكة الصفراء (Yellowcake) هي مسحوق يتم استخلاصه بعد معالجة اليورانيوم المستخرج من الأرض. يكون تركيز اليورانيوم فيها عالياً، يتراوح بين 70% و90%، ويتراوح لونها بين الأصفر الفاتح والبني الغامق، اعتماداً على الشوائب الموجودة فيها.
كيف يتم الحصول على الكعكة الصفراء؟
يتم استخراج صخور خام اليورانيوم من المناجم، ويحتوي الخام عادة على نسبة ضئيلة من اليورانيوم تصل إلى 0.1% فقط. ثم يتم تكسير الخام إلى قطع صغيرة وطحنه لتحرير اليورانيوم من الصخور. بعد ذلك، يُعالج الخام المطحون بمحاليل كيميائية، مثل حمض الكبريتيك أو الكربونات، لفصل اليورانيوم عن الشوائب. هذه العملية تسمى الترشيح.
ثم يتم ترسيب اليورانيوم من المحلول الكيميائي على شكل مركبات صلبة، مثل أملاح اليورانيوم. بعد الترسيب، يتم تجفيف المركبات الصلبة لتحويلها إلى مسحوق ناعم، وهو ما يُعرف بالكعكة الصفراء.
لماذا يتم تصنيع الكعكة الصفراء بهذا الشكل؟
تهدف هذه العملية إلى زيادة تركيز اليورانيوم، فبينما الخام الأصلي يحتوي على 0.1% فقط من اليورانيوم، يرتفع التركيز في الكعكة الصفراء إلى 75% أو أكثر، ما يجعلها أكثر كفاءة في العمليات اللاحقة. كما أن المسحوق الجاف أسهل في النقل والتخزين مقارنة بالمواد السائلة أو الخام الأصلي.
يتم بعد ذلك تحويل الكعكة الصفراء إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم (UF₆)، الذي يُستخدم في عملية تخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي.
أهمية اليورانيوم ودوره الطاقي
مقارنة بالوقود الأحفوري، فإن الطاقة النووية تنتج كمية أقل بكثير من انبعاثات الكربون، مما يجعلها خياراً صديقاً للبيئة. مع تزايد الطلب على الطاقة النظيفة والمستدامة، يُتوقع أن يظل اليورانيوم مصدراً أساسياً للطاقة في المستقبل.