إن النقل البحري هو أبطأ أنواع نقل البضائع بين الدول البعيدة، فالسفن تعتبر بطيئة السرعة إذا ما قارناها بالقطارات أو الطائرات، ورغم ذلك هو النقل الأكثر استخداما والمفضل لنقل البضائع بين الدول.

ويعود السبب في ذلك إلى: (1) انخفاض سعر النقل البحري و (2) توفر بنية تحتية عالمية متطورة ومستقرة من موانىء وخطوط بحرية (3) إضافة لقدرة السفن على حمل كميات هائلة من البضائع والمعدات لا تستطيعها أي وسيلة نقل أخرى.

وتختلف تكلفة نقل الطن الواحد لكل كيلومتر حسب المواد التي يتم نقلها لكن بالعموم يمكن تقدير تكلفة الطن الواحد لكل كيلومتر في النقل البحري من 0.03 إلى 0.09 دولار، أما النقل بالقطارات فيقدر من 0.04 إلى 0.12 غالباً يكون الضعف تقريباً، أما النقل الجوي فيكلف أكثر من 20 ضعف من 1 إلى 5 دولار.

كما أن تكلفة بناء بنية تحتية للقطارات باهظة جداً، لكنها ما أن يتم بنائها حتى تصبح تكاليف الصيانة قليلة وتصبح بالنسبة للكثير من البضائع مناسبة أكثر من السفن إذ توازن بين السرعة والتكلفة.

ولهذا نرى أن الصين وروسيا تريد أن تبني سفن شحن جليدية لتحطيم الجليد في بحر الشمال، رغم أن بإمكانها استخدام البر لنقل البضائع، لكن يبقى النقل البحري أرخص وقادر على نقل كميات هائلة من البضائع و المعدات صعبة النقل برياً.

ومن جهة أخرى نرى الصين تعمل على بناء طريق الحرير البري (مبادرة الحزام والطريق)، وذلك لتوفير مسار آخر لنقل البضائع يوازن بين التكلفة والسرعة، كما أن أهدافه استراتيجية أكثر من كونها تتعلق بالتكلفة، فهو يربط دول كثيرة اقتصادياً مع الصين، ويمكن أن يستبدل الطرق البحرية التي قد تتعرض لمخاطر كثيرة غير متوقعة عند نشوب نزاعات مختلفة بين بلدان مختلفة.