في خطوة تعكس طموح دبي في ريادة مستقبل النقل الذكي والمستدام، شهدت الإمارة أول رحلة تجريبية ناجحة لطائرة "جوبي" الكهربائية، وهي طائرة أمريكية من نوع الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي (eVTOL)، طُورت خصيصاً لخدمة النقل الجوي الحضري. التجربة أُجريت في موقع صحراوي مخصص للاختبارات على طريق دبي-العين، بالتعاون بين هيئة الطرق والمواصلات في دبي وشركة Joby Aviation الأمريكية، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.

طائرة "جوبي" التي تم اختبارها تتسع لأربعة ركاب بالإضافة إلى الطيار، وتعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية باستخدام ست مراوح وأربع حزم من بطاريات الليثيوم-أيون. وتتميز الطائرة بقدرتها على الطيران لمسافة تصل إلى 161 كيلومتراً، بسرعة قصوى تبلغ نحو 322 كيلومتر في الساعة، مع مستوى ضجيج منخفض للغاية لا يتجاوز 45 ديسيبل أثناء التحليق، ما يجعلها أكثر هدوءاً من المروحيات التقليدية بنسبة كبيرة. كما أن تصميمها العمودي للإقلاع والهبوط يتيح لها العمل في البيئات الحضرية دون الحاجة إلى مدارج طويلة، مما يجعلها مثالية للتنقل داخل المدن المزدحمة.

تأتي هذه التجربة في إطار استعدادات دبي لإطلاق خدمة التاكسي الجوي التجاري بحلول عام 2026، حيث من المقرر أن تبدأ أولى الرحلات من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا في غضون عشر دقائق فقط، مقارنة بنحو 45 دقيقة بالسيارة. وقد وقّعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي اتفاقية مع شركة Joby مطلع عام 2024، لتصبح دبي أول مدينة في العالم تطلق شبكة متكاملة للنقل الجوي الحضري، تشمل محطات هبوط عمودية في مواقع استراتيجية مثل مطار دبي الدولي ودبي مارينا.

ورغم التقدم التقني الكبير الذي أحرزته شركة Joby Aviation، إلا أنها لم تحصل بعد على الترخيص التجاري الكامل لتشغيل الطائرة. ومع ذلك، فقد قطعت الشركة شوطاً مهماً في مسار الاعتماد الرسمي، حيث أصبحت أول شركة eVTOL تُكمل المرحلة الثالثة من أصل خمس مراحل في عملية التصديق من قبل هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية. كما حصلت على شهادات مهمة في مجالات الصيانة وتدريب الطيارين وإدارة السلامة، ما يعزز فرصها في دخول السوق خلال العامين المقبلين.

تجربة "جوبي" في دبي لا تمثل مجرد اختبار تقني، بل تؤكد التزام المدينة بتبني حلول نقل مبتكرة وصديقة للبيئة، وتضعها في طليعة المدن العالمية التي تستعد لتحويل مفهوم التنقل الحضري من الأرض إلى السماء.