ما هي المعادن النادرة.. ولماذا ليست نادرة؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Oct. 31, 2025

raremetals

المعادن النادرة هي مجموعة من العناصر الكيميائية التي تتميز بخصائص مغناطيسية وبصرية وكهربائية فريدة، ولهذا تُستخدم في تطبيقات صناعية وتقنية متقدمة، ولكن استخراجها صعب رغم توفرها وعدم ندرتها.

تتكون مجموعة المعادن النادرة من 17 عنصراً، وهي تشمل الـ15 عنصراً من سلسلة اللانثانيدات، وأشهرها السيريوم والنيوديميوم، بالإضافة إلى عنصرين آخرين هما الإسكانديوم والإيتريوم، اللذان يشتركان في خصائص كيميائية وجيولوجية مماثلة وغالباً ما يتواجدان في نفس الرواسب.

كل عنصر من هذه المجموعة له ميزة صناعية محددة. فالنيوديميوم مثلاً يُستخدم في تصنيع مغناطيسات قوية تدخل في محركات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح. الإيتريوم يُستخدم في شاشات LED والسيراميك الفائق التوصيل. التيربيوم يُستخدم في أجهزة التصوير المغناطيسي. البروميثيوم نادر جداً ويُستخدم في بعض البطاريات النووية.

وعلى عكس ما يوحي به اسمها، هذه المعادن النادرة ليست نادرة من حيث الكمية الإجمالية في القشرة الأرضية. فبعضها، مثل السيريوم، أكثر وفرة من المعادن الشائعة كالنحاس. وتكمن "ندرتها" الحقيقية في صعوبة فصلها واستخراجها تقنياً واقتصادياً. فهي غالباً ما توجد مشتتة بتركيزات منخفضة داخل خامات أخرى، ونادراً ما توجد في رواسب مركزة كبيرة. والأهم من ذلك، أن التشابه الكيميائي الكبير بين عناصر اللانثانيدات يجعل عملية فصل كل عنصر على حدة وتنقيته عملية معقدة وطويلة ومكلفة للغاية، وتتطلب تقنيات معالجة كيميائية دقيقة قد تولد نفايات بيئية كبيرة.

إن الصعوبة في استخراج هذه المعادن وتنقيتها، بالإضافة إلى الآثار البيئية السلبية التي يمكن أن تنتج عن عمليات التعدين والمعالجة (بسبب استخدام مواد كيميائية قوية ووجود عناصر مشعة أحياناً)، قد أدت إلى تركيز كبير في إنتاج هذه المعادن في عدد قليل من البلدان، أبرزها الصين.

عالمياً، الصين تهيمن على حوالي 90٪ من عمليات المعالجة والتكرير لهذه المعادن، رغم أنها تنتج نحو 69٪ منها، لكنها تمتلك معظم قدرات تحويل الخام إلى مواد جاهزة للاستخدام الصناعي والتقني. هذا الاحتكار الجيوسياسي يجعل المعادن النادرة عنصراً استراتيجياً في النزاعات التجارية والتكنولوجية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والدفاع والاتصالات.



مشاركة