دمرت الحرائق الأخيرة مساحات شاسعة من الغابات في لوس أنجلوس وهوليوود، مما أجبر أكثر من 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، ودمر ما لا يقل عن 10 آلاف مبنى، وتسبب في خسائر أولية تقدر بنحو 50 مليار دولار.

فما هي أسباب اندلاع هذه الحرائق و لماذا هي بهذه القوة؟

تحتاج الحرائق إلى ثلاثة عناصر رئيسية للبدء والاستمرار: المواد القابلة للاشتعال، ومصدر الاشتعال، والأكسجين. وفي هذه الحرائق، كانت النباتات في جنوب كاليفورنيا جافة للغاية بسبب فترات الجفاف الطويلة، وقد أدى هذا إلى تحويل النباتات والأشجار إلى مواد قابلة للاشتعال.

في حين أن سبب الاشتعال لا يزال غير محدد، فهناك العديد من المصادر الطبيعية والبشرية المحتملة. يمكن أن تشعل ضربات البرق النباتات الجافة، وهو سبب طبيعي شائع لحرائق الغابات. أما الأسباب البشرية فقد تكون خطوط الكهرباء المتساقطة، أو شرارات تصدر من بعض الآلات، أو حتى أعمال الحرق المتعمد.

و توفر الأكسجين في الغلاف الجوي أمر مسلم به، مما يساهم في استمرار الحرائق وانتشارها. ولعبت رياح سانتا آنا، التي تتميز بقوتها وجفافها ودفئها، دوراً كبيراً في الانتشار السريع لهذه الحرائق. فسرعتها التي تتجاوز 100 ميل في الساعة لا تؤدي فقط إلى تأجيج النيران، بل تحمل أيضاً جمراً مشتعلاً لمسافات طويلة. ويمكن لهذه الجمر أن يشعل حرائق جديدة بعيدة عن الحريق الأصلي، مما يجعل إطفائها أكثر صعوبة.

كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى جعل حرائق الغابات في لوس أنجلوس وهوليوود من أكثر الحرائق تدميراً في التاريخ الحديث. وفهم الأسباب والعوامل المساهمة أمر بالغ الأهمية لجهود الوقاية والتخفيف منها في المستقبل.