أحدثت الطائرات المسيرة وخاصة الانقضاضية أو الكاميكازي تحولاً كبيراً في تكتيكات الحرب في السنوات الأخيرة، فقدرتها على تجاوز الدفاعات واستهداف نقاط محددة بدقة وإطلاقها على شكل أسراب جعلها تؤثر بشكل كبير على سير المعارك والتخطيط لها.

في حين قد لاتبدو هذه المسيّرات مختلفة كثيراً عن الصواريخ الدقيقة القادرة على استهداف نقطة محددة، لكن هناك فروقات جوهرية بينهما وأهمها:

1- التكلفة

تُصنع هذه المسيّرات من مكونات رخيصة ولا تتطلب أنظمة توجيه معقدة ومعدات متقدمة لتجنب دفاعات العدو كالصواريخ الدقيقة، مما يجعل تصنيعها أمر سهلاً وممكناً للجيوش التي لا تمتلك موارد مالية كبيرة.

2- إرسالها على شكل أسراب

سهولة ورخص إنتاجها جعل من إرسالها على شكل أسراب ممكناً، وهذا ما يجعل التعامل معها من قبل أنظمة الدفاع أمراً معقداً من الناحية التقنية كما أنه مكلف جداً مقارنة بتكلفة المسيرة الواحدة، بينما إرسال الصواريخ الدقيقة على شكل أسراب يستنزف المهاجم اقتصادياً.

3- القدرة على التجول والتسكع

تعتبر هذه أهم ميزات الطائرات الانقضاضية والتي تسمى أيضاً الذخائر المتسكعة، نظراً لقدرتها على التجول في السماء بانتظار ظهور الهدف أو انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض عليه، مما يجعلها كابوس في المعارك، فطالما هي في السماء تجعل القوات على الأرض مستنفرة.

أما الصواريخ فهي تتجه مباشرة نحو الهدف المحدد مسبقاً، ورغم قدرة بعضها على المناورة إلاّ أنه لا يمكنها التجول، ولايمكنها الالتفاف 180 درجة مثل المسيّرات لاستهداف القوات المعادية خلف السواتر الطبيعية.

4- السرعة والقدرة

غالباً ما تكون الصواريخ أسرع من الطائرات المسيرة، وغالباً ما تصمم الصواريخ لحمل رؤوس متفجرة كبيرة وتلحق أضراراً أكبر بقوات العدو وعتاده، ويمكن أن تسافر لمسافات أبعد بكثير، مع العلم أن بعض المسيرات مصممة أيضاً لتسافر مسافات طويلة لكن بحمولة أقل من الصواريخ وسرعات أقل أيضاً.

ويبقى استخدام الصواريخ والمسيرات مرتبطاً بطبيعة الهدف والغاية المراد تحقيقها، فالمسيّرات قد تسبب أضراراً تشل القوات بإصابات دقيقة لأماكن حساسة لكنها لاتحدث دماراً كبيراً، أما الصواريخ فلديها قدرة تدميرية أعلى لكنها أقل قدرة على المناورة والمفاجأة.