دم اصطناعي ياباني لا يحمل زمرة دموية ويتوافق مع جميع الزمر

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 17, 2025

ai-blood

تخيل أن مريضاً يحتاج إلى نقل دم عاجل، وأننا لا نحتاج للبحث عن متبرع يحمل زمرة متوافقة، بل لدينا دم اصطناعي جاهز للاستخدام مباشرةً. هذا ما تحقق فعلياً بفضل فريق بحثي في اليابان، حيث طوّر علماء في مجالي الهندسة الحيوية وأمراض الدم دماً اصطناعياً يتوافق مع جميع الزمر ويمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى عامين دون الحاجة إلى التبريد.

وقد خضع هذا الابتكار لاختبارات ناجحة على الحيوانات، كما بدأت التجارب السريرية على البشر في عام 2022، حيث تلقى عدد من المتطوعين جرعات من هذا الدم الجديد دون تسجيل مضاعفات خطيرة حتى اليوم. النتائج الأولية كانت واعدة، وأثبتت كفاءة الدم الاصطناعي في أداء وظائفه الحيوية، مما دفع التوقعات نحو اعتماده في المستشفيات اليابانية بحلول عام 2030.

يُحاكي هذا الدم الصناعي وظيفتين أساسيتين للدم الطبيعي: نقل الأكسجين والمساعدة في تخثر الدم. وهو لا يحتوي على خلايا دم بيضاء أو صفائح دموية حقيقية، بل يعتمد على جزيئات الهيموغلوبين المستخرجة من دم منتهي الصلاحية، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في كريات الدم الحمراء، وبدلاً من استخدام خلايا حقيقية، يُغلّف داخل أغشية دهنية نانوية تُعرف باسم "الحويصلات الهيموغلوبينية". هذه الحويصلات تشبه كريات الدم الحمراء في الحجم والمرونة وتتحرك بسلاسة داخل الشعيرات الدموية دون أن تتسبب بردود فعل مناعية، لأنها لا تحتوي على المستضدات المرتبطة بفصائل الدم التقليدية.

وأظهرت التجارب أن الدم الاصطناعي ينقل الأكسجين بكفاءة قريبة جداً من الدم الطبيعي، ويمكن لبعض نماذجه أيضاً أن تساهم في تخثر الدم عند الحاجة لأنها تحتوي على مواد محاكية للصفائح الدموية، مثل البروتينات الصناعية أو الجزيئات النشطة التي تُساهم في إغلاق الجروح ووقف النزيف.

و يوفر تخزينه طويل الأمد دون تبريد ميزة استراتيجية في حالات الطوارئ، الحروب، والمناطق النائية التي تفتقر إلى تجهيزات طبية متقدمة. كما أنه يحد من خطر نقل العدوى أو التسبب في رفض مناعي، مما يجعله خياراً أكثر أماناً في الممارسات الطبية.

إذا تواصلت نتائج التجارب الإيجابية، فإن هذا الدم الاصطناعي قد يُحدث نقلة نوعية في الرعاية الطبية، ويوفر حلاً عملياً لنقص التبرعات ويعزز فرص التدخل السريع لإنقاذ الحياة.



مشاركة