لماذا رافقت طائرات F-35 القاذفات الشبحية B-2 خلال الضربة على إيران؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 5, 2025

b2-hammer

على الرغم من أن 7 قاذفات B-2 Spirit الشبحية هي من نفذت الضربات الرئيسية على المنشآت النووية الإيرانية، فإن العملية العسكرية الأميركية التي استهدفت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان ضمت أكثر من 125 طائرة. هذا العدد الكبير يعكس تعقيد العملية وتكلفتها العالية.

وهذه الطائرات ضرورية أولاً لأن قاذفات B-2، رغم كونها من أكثر الطائرات تطوراً في العالم، لا تمتلك أنظمة دفاعية ولا تحمل صواريخ جو-جو هجومية. وظيفتها الوحيدة هي حمل القنابل وإلقاؤها بدقة على الأهداف المحددة. لذلك، فهي تعتمد بشكل كامل على تقنياتها المتقدمة في التخفي، وتحتاج إلى مرافقة جوية للحماية. ولهذا السبب، رافقتها طائرات مقاتلة من طراز F-22 وF-35، كانت مهمتها تأمين المجال الجوي، وتدمير أي دفاعات جوية أو طائرات إيرانية قد تحاول اعتراض القاذفات.

كل قاذفة B-2 شاركت في الضربة كانت تحمل قنبلتين من طراز GBU-57A/B، المعروفة باسم "القنبلة الخارقة للتحصينات"، وهي تزن 30,000 رطل (نحو 13.6 طناً) وتُعد أكبر قنبلة تقليدية في الترسانة الأميركية. هذه القنابل صُممت خصيصا لاختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو النووية التي تقع تحت جبل من الصخور والخرسانة.

ولأن القاذفات انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري الأميركية، فقد قطعت مسافة تقارب نصف الكرة الأرضية للوصول إلى إيران والعودة، في مهمة استغرقت نحو 37 ساعة. تطلب هذا وجود أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود موزعة على طول المسار، لضمان استمرار الطيران دون توقف.

كما شاركت في العملية طائرات استطلاع إلكتروني، كانت مهمتها رصد الدفاعات الجوية الإيرانية والتشويش عليها، بالإضافة إلى طائرات مراقبة وتحكم لتنسيق الضربة. ولتعزيز عنصر المفاجأة، أرسلت الولايات المتحدة قاذفات B-2 أخرى في اتجاهات مختلفة، بعضها نحو المحيط الهادئ، كجزء من خطة خداع استراتيجي لتشتيت انتباه الإيرانيين وإرباك راداراتهم.

العملية، التي أُطلق عليها اسم "Midnight Hammer"، لم تكن مجرد ضربة جوية، بل كانت عرضا لقدرة الولايات المتحدة على تنفيذ هجوم دقيق ومعقد على أهداف محصنة في عمق أراضي إيران، مع الحفاظ على عنصر المفاجأة الكامل. لم تُطلق إيران أي صواريخ، ولم تُقلع طائراتها، ما يشير إلى أن الضربة نُفذت دون أن تُكتشف حتى لحظة التنفيذ.



مشاركة