في يونيو 2025، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأة فوردو النووية الإيرانية باستخدام أقوى قنابلها غير النووية، وهي قنبلة GBU-57. تم توجيه 12 قنبلة نحو المداخل ومنافذ التهوية الرئيسية للمنشأة، باعتبارها النقاط الأكثر ضعفاً. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك كبيرة حول مدى فعالية هذه الضربات في الوصول إلى المنشأة العميقة.
تزن قنبلة GBU-57 13600 كجم ويبلغ طولها 6.2 متر، وتُعرف بقدرتها الهائلة على الاختراق، حيث يمكنها النفاذ حتى 60 متراً من التربة أو الصخور العادية، و18 متراً من الخرسانة المسلحة بقوة 5000 رطل لكل بوصة مربعة، أو 8 أمتار فقط إذا كانت الخرسانة بقوة 10,000 رطل لكل بوصة مربعة.
تقع منشأة فوردو النووية عميقاً داخل جبل بالقرب من مدينة قم، وتُقدّر بعمق يتراوح بين 80 و90 متراً تحت الأرض. تُحمى المنشأة بطبقات سميكة من الصخور والخرسانة المسلحة، ومن المرجح أنها تستخدم خرسانة فائقة الأداء UHPC، التي أدى ظهورها إلى تقليل فعالية مثل هذه القنابل، إذ يمكنها تحمل ضغط 40000 رطل لكل بوصة مربعة أو أكثر.
ولا يقتصر التحدي على عمق المنشأة وقوة تحصيناتها، بل تلعب التركيبة الجيولوجية للجبل دوراً حاسماً في تقليل فعالية القنبلة. فالصخور الرسوبية الكثيفة من الحجر الجيري والدولوميت الكثيفين، اللذين يمتصان موجات الصدمة ويعقدان عملية الاختراق، تتبدد فيها موجات الصدمة بشكل كبير، مما يقلل من قوة الاختراق. كما أن زاوية إسقاط القنبلة يمكن أن تؤثر على مدى اختراقها، حيث إن الزوايا غير المثالية قد تحد من قدرتها على النفاذ العميق.
هذه العوامل مجتمعة تجعل وصول القنبلة إلى المنشأة بالكامل أمراً بعيد الاحتمال.
الرمي المتتالي للقنابل
يشير الخبراء إلى أن إلقاء عدة قنابل متتالية (واحدة تلو الأخرى في نفس المكان) قد يزيد من العمق النظري للاختراق. ومع ذلك، حتى مع هذا التكتيك، لا يُتوقع أن تصل القنابل إلى منشأة فوردو المدفونة بهذا العمق، إذ يتطلب هذا إحداث فجوة بعمق 30 متر أولاً و ضمان تدمير الخرسانة المسلحة والصخور تحتها لتصبح قابلة للاختراق لعمق 60 متر. فكما ذُكر، أقصى عمق يمكن أن تخترقه القنبلة GBU-57 حتى في التربة العادية هو 60 متراً، وهو أقل بكثير من عمق منشأة فوردو المقدّر بـ 80–90 متراً.
في الختام، يظل هناك شك علمي وتقني كبير حول قدرة قنبلة GBU-57 على تدمير منشآت مثل فوردو، وذلك بسبب العمق الهائل والتحصينات الهندسية المعقدة التي صُممت خصيصاً لمقاومة هذا النوع من الهجمات. لكنها، في حال وُجّهت إلى المداخل الأساسية، فلا شك أنها ستهدمها وستحتاج لأسابيع أو أشهر لإعادة الوصول إليها.