ماذا يستخدم الحوثيون لإسقاط الطائرات الأمريكية المُسيرة؟

بقلم:   تامر كرم           |  Sept. 20, 2025

sam-houthis

أسقط الحوثيون في اليمن حوالي 20 طائرة مسيرة من نوع MQ-9 Reaper منذ عام 2023 وحتى توقف الهجمات الأمريكية عليهم في مايو/آيار 2025. و يُعتقد بشكل واسع أنهم يستخدمون نوعين رئيسيين من صواريخ أرض-جو: الأول موجه بالرادار والآخر محمول على الكتف.

الصواريخ الموجهة بالرادار

تُعد هذه الصواريخ الأكثر استخداماً في عمليات إسقاط الطائرات المسيّرة. تعتمد هذه الأنظمة على التوجيه بالرادار، حيث يرصد الرادار الطائرة المسيرة، وبعد الإطلاق يقوم رأس التوجيه في الصاروخ بتحليل الإشارة المنعكسة عن جسم الطائرة ويحدد موقعها، ثم يعدل مساره تلقائياً لاعتراضها.

بعض الأنظمة، مثل SA-6 "Gainful" أو النسخ الإيرانية المطورة مثل "سياد" أو "358"، تستخدم رادارات بحث وتتبع متقدمة وتتمتع بقدرة على الاشتباك مع أهداف على ارتفاعات متوسطة وعالية. هذه الصواريخ مزودة بمحركات تعمل بالوقود الصلب، وتصل سرعتها إلى ما فوق الصوت، وتستخدم رؤوساً حربية شديدة الانفجار مزودة بصمامات تقاربية تنفجر قرب الهدف دون الحاجة إلى إصابة مباشرة.

الصواريخ الحرارية المحمولة على الكتف

تعتمد هذه الأنظمة على التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، حيث يحتوي رأس الصاروخ على مستشعر حراري يلتقط البصمة الحرارية الصادرة عن محرك الطائرة. تُستخدم هذه الأنظمة، مثل "ستريلا" أو "إيغلا" أو النسخ الإيرانية منها، ضد أهداف منخفضة الارتفاع وبطيئة الحركة، مثل الطائرات المسيرة أو المروحيات.

مدى هذه الصواريخ محدود عادةً بين 3 إلى 5 كيلومترات، وتقل فعاليتها بشكل كبير في مواجهة الطائرات السريعة أو تلك التي تحلق على ارتفاعات عالية. كما أن الطائرات الحديثة مزودة بأنظمة تشويش حراري مثل "الشعلات المضللة" (Flares)، التي تُطلق لتضليل الصاروخ وجعله ينحرف عن الهدف الحقيقي.

ورغم نجاح الحوثيين في إسقاط عدد من الطائرات المسيرة باستخدام هذه الأنظمة، إلا أن الطائرات المقاتلة مثل F-15 أو F-35 تُعد أهدافاً صعبة للغاية. فهي تطير بسرعات عالية، وتستخدم أنظمة حرب إلكترونية متقدمة، وتنفذ مناورات حادة، مما يجعل اعتراضها بواسطة الأنظمة المحمولة على الكتف شبه مستحيل، كما أن الاشتباك معها بواسطة صواريخ موجهة بالرادار يتطلب منظومات أكثر تطوراً من تلك المتوفرة لديهم.



مشاركة