المقاتلة السويدية غريبن: قدرات كبيرة بتكاليف تشغيل منخفضة

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Oct. 22, 2025

gripen

طائرة "غريبن" (Gripen) السويدية هي واحدة من أبرز المقاتلات متعددة المهام في العالم اليوم، وتُعد تجسيدًا لفلسفة التصميم الاسكندنافي التي توازن بين الكفاءة التقنية والتكلفة التشغيلية المنخفضة. طورتها شركة Saab السويدية لتكون مقاتلة خفيفة ومرنة قادرة على أداء مهام القتال الجوي والهجوم الأرضي والاستطلاع، مع قابلية عالية للتحديث والتكيف مع متطلبات المستقبل.

النشأة والتطور

بدأ تطوير غريبن في أواخر السبعينيات، وقامت بأول رحلة تجريبية في 1988، ودخلت الخدمة رسمياً في سلاح الجو السويدي عام 1996. منذ ذلك الحين، تطورت الطائرة عبر عدة نسخ، أبرزها النسخة الأحدث Gripen E التي تمثل قفزة نوعية في القدرات التقنية والتسليحية.

الجيل والخصائص التقنية

تُصنف غريبن ضمن الجيل الرابع والنصف من المقاتلات، أو ما يُعرف أحياناً بالجيل 4++. تتميز بتصميم ديناميكي يعتمد على جناح دلتا ومقدمة Canard، ما يمنحها قدرة عالية على المناورة. كما أنها مزودة برادار من نوع AESA، وأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، ونظام تحكم طيران رقمي fly-by-wire. و يمكنها حمل مجموعة واسعة من الأسلحة الجوية-جوية (مثل صواريخ أمرام وميتيور) والجوية-أرضية (مثل القنابل الموجهة وصواريخ كروز)، مما يعزز قدرتها على أداء مهام متعددة بفعالية.

النسخة Gripen E تتمتع بقدرات محسنة في المدى، الحمولة، والوعي الميداني، وتُعد من بين أكثر المقاتلات تطوراً في فئتها، رغم أنها لا تصل إلى مستوى التخفي الكامل الذي يميز الجيل الخامس مثل F-35.

الانتشار العالمي

إلى جانب السويد، تُستخدم Gripen من قبل عدة دول منها البرازيل، جنوب أفريقيا، المجر، والتشيك. كما أبدت دول أخرى اهتماماً بشرائها، بما في ذلك أوكرانيا التي تجري مفاوضات للحصول على 150 طائرة. يبلغ عدد الطائرات المنتجة حتى الآن أكثر من 300 طائرة، موزعة بين النسخ المختلفة، مع استمرار الإنتاج والتطوير في النسخة Gripen E التي تسلمت السويد أول دفعة منها في أكتوبر 2025.



مشاركة