تُعد قنبلة GBU-39 قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه من فئة 129 كيلوغرام، طورتها شركة بوينغ لصالح القوات الجوية الأميركية ودخلت الخدمة عام 2006. كان الهدف الأساسي من تطويرها إيجاد سلاح صغير الحجم قادر على اختراق المباني السكنية واستهداف نقاط محددة بدقة عالية داخل المدن، دون التسبب بمجازر جماعية للمدنيين في الجوار أو تدمير المبنى بالكامل.
يتميز هذا السلاح بتصميمه الهندسي المدمج، حيث يبلغ طول القنبلة حوالي 1.8 متر بقطر لا يتجاوز 19 سم، ووزن كلي يصل إلى 129 كيلوغراماً. تمتلك القنبلة شكلاً انسيابياً أسطوانياً مع مقدمة فولاذية مدببة، وتضم أجنحة قابلة للطي تُفتح فور انفصالها عن الطائرة، مما يحولها إلى طائرة شراعية صغيرة قادرة على الانزلاق لمسافات تصل إلى 110 كيلومترات، وهو ما يمنح الطائرات المهاجمة ميزة الضرب من مسافات آمنة بعيداً عن الدفاعات الجوية.
تعتمد القنبلة في توجيهها بشكل رئيسي على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدعوم بنظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS) لضمان دقة إصابة تصل إلى دائرة نصف قطرها متر واحد فقط، حتى في ظل محاولات التشويش. كما طُورت نسخ أحدث مزودة بباحث ليزري يتيح لها ضرب الأهداف المتحركة، حيث تتعقب القنبلة "نقطة" ليزرية يحددها فريق أرضي أو طائرة مسيرة بدقة متناهية لتضرب الهدف حتى لو غير موقعه.
تكمن فاعلية القنبلة في الفصل الذكي بين الاختراق والانفجار؛ فجسمها المصنوع من الفولاذ عالي الصلابة ورأسها الهندسي يسمحان لها باختراق الخرسانة بقوة الطاقة الحركية الناتجة عن سرعة الارتطام كأنها "إبرة" عملاقة، دون أن تنفجر عند ملامسة الجدار. وبمجرد اختراقها للحائط أو السقف، يعمل صمام تفجير ذكي (فيوز) بتوقيت مؤجل لأجزاء من الثانية، مما يسمح للقنبلة بالدخول كلياً إلى الغرفة أو الطابق المستهدف قبل تفعيل الشحنة المتفجرة.
وبما أن كمية المتفجرات الفعلية داخلها صغيرة نسبياً (حوالي 16 إلى 22 كيلوغراماً من مادة شديدة الانفجار)، فإن الانفجار يكون محصوراً ومركزاً جداً، حيث يقتل من بداخل الغرفة بفعل الضغط الهائل والشظايا، بينما يبقى الهيكل الخارجي للمبنى سليماً غالباً.
وتستطيع هذه القنبلة اختراق أكثر من متر من الخرسانة المسلحة، مما جعلها السلاح المفضل في حروب أفغانستان والعراق وسوريا، ومؤخراً في النزاعات في غزة ولبنان وأوكرانيا.