ألغام موقوتة: لماذا لم تنفجر آلاف القنابل في غزة ؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Dec. 3, 2025

unexplodedn

تشير تقديرات دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) إلى وجود آلاف الأطنان من الذخائر غير المنفجرة تحت الركام في قطاع غزة. ووفقاً لـ "بير لودهامار"، المسؤول في الدائرة، فإن نحو 10% من الذخائر التي ألقيت فشلت في الانفجار، مما يعني على أقل تقدير وجود 8,000 طن من المتفجرات الحية مختلطة بـ 37 مليون طن من الركام. وتشير التقديرات إلى أن إزالة هذا الخطر وتأمين المناطق السكنية قد يستغرق 14 عاماً من العمل المستمر.

وتعود أسباب عدم انفجار هذه القنابل إلى العوامل الرئيسية التالية:

أولاً: "تأثير الوسادة" (امتصاص الصدمة)

وهو السبب الأكثر شيوعاً؛ إذ تعتمد صواعق التفجير (سواء كانت ميكانيكية أو إلكترونية) على استشعار تباطؤ مفاجئ وعنيف لحظة الارتطام. في غزة، يعمل الركام والرمال الناعمة كـ "وسادة" تمتص طاقة السقوط تدريجياً، مما يمنع توليد القوة الكافية لتفعيل مسمار الأمان أو إرسال الإشارة الكهربائية اللازمة، فتغوص القنبلة في الأرض دون أن تنفجر.

ثانياً: تقادم الذخائر

أشارت تقارير إلى استخدام نسبة كبيرة من القنابل غير الموجهة القديمة (مثل طراز Mk-80). طول فترة تخزين هذه الذخائر يؤدي غالباً إلى مشاكل ميكانيكية، مثل صدأ النوابض أو تيبس الأجزاء المتحركة داخل الصاعق، مما يعيق حركتها المطلوبة لإتمام عملية التفجير عند الارتطام.

ثالثاً: الأعطال التقنية

حتى الذخائر الحديثة قد تتعرض للفشل لأسباب تقنية، أبرزها:

  • فشل البطارية: قد تكون البطاريات الحرارية في الصواعق الإلكترونية تالفة أو تنفد طاقتها قبل الارتطام، مما يمنع الانفجار.
  • زاوية السقوط: الارتطام بزاوية حادة جداً قد يؤدي إلى تحطم الصاعق أو انفصاله عن جسم القنبلة قبل إرسال إشارة التفجير، لتبقى القنبلة سليمة ومحشوة بالمتفجرات.

هذه العوامل مجتمعة أدت إلى بقاء آلاف القنابل كألغام كامنة، مخلفةً خطراً جسيماً وكارثة ممتدة قد يستمر أثرها لعقود.



مشاركة