طورت الصين نموذجاً من القنبلة الغرافيتية، وهي ذخيرة غير قاتلة تُستخدم لتعطيل شبكة الكهرباء دون تفجير أو تدمير مادي.
وقد كشفت قناة CCTV الرسمية عن فيديو يُظهر القنبلة، التي يبلغ مداها 290 كيلومتر وتزن رأسها الحربية حوالي 490 كجم، وهي تُطلق من منصة أرضية، لتقوم بإسقاط نحو 90 ذخيرة فرعية فوق منطقة مستهدفة، ترتد على الأرض ثم تنفجر في الجو، ناشرة خيوطاً رفيعة من الكربون المعالج كيميائياً تتعلق بالمعدات الكهربائية المكشوفة وتُحدث دوائر قصر تؤدي إلى تعطيل التيار الكهربائي في مساحة تقدر بـ 2.5 فدان (10 آلاف كيلومتر مربع) خلال ثوانٍ.
آلية عمل هذه القنبلة تعتمد على فكرة بسيطة لكنها فعالة. الخيوط الكربونية، بمجرد ملامستها للأنظمة الكهربائية غير المعزولة، توصل التيار الكهربائي بين أجزاء غير مخصصة للتوصيل، مما يسبب حالة تُعرف بـ “قصر تيار”، تؤدي إلى اختلال في تدفق الكهرباء، احتراق الفيوزات، أو توقف المحولات عن العمل مؤقتاً. وعلى الرغم من أن الكابلات الأرضية لا تتأثر مباشرة بهذا النوع من الهجوم، إلا أن استهداف المحطات الفرعية والمفاتيح المكشوفة يضمن شلّ الشبكة من الأعلى، مما يوقف توزيع الكهرباء مؤقتاً.
تُسمى أحياناً بالقنابل الناعمة أو قنابل التعتيم، أما سبب تسميتها بالغرافيتية هو أن المكوّن الأساسي فيها هو الكربون على شكل غرافيت، وهو مادة عالية التوصيل الكهربائي تُستخدم في شكل خيوط رفيعة أو شرائط صغيرة داخل القنبلة، عند ملامسته أي جزء غير معزول يُوصل التيار بطريقة غير طبيعية، مما يؤدي إلى شلّ الشبكة الكهربائية دون الحاجة إلى تفجير أو تدمير مادي.
تتشابه هذه القنبلة الصينية في جوهرها مع القنابل الغرافيتية التي استخدمتها الولايات المتحدة في عدة حروب. ففي حرب الخليج عام 1991، استخدمت البحرية الأمريكية صواريخ توماهوك مزودة بهذا النوع من الذخائر لتعطيل نحو 85% من شبكة الكهرباء العراقية. كما استخدم سلاح الجو الأمريكي قنابل BLU-114/B في حرب كوسوفو عام 1999، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن صربيا لفترات متفاوتة. القنبلة الأمريكية كانت تحمل 202 ذخيرة فرعية، مقارنة بالقنبلة الصينية التي تحتوي على 90 ذخيرة فرعية فقط، في نموذجها الأولي.