شهدنا منذ عدة أيام استخدام لصاروخ موجه بالكاميرا انطلق من جنوب لبنان وأصاب قبة رادار (رادوم) بدقة. هذا النوع من الصواريخ يستهدف الأهداف صغيرة الحجم الثابتة أو المتحركة المخفية عن نظر الرامي ويحقق إصابات دقيقة؛ لكنه رغم ذلك غير مستخدم كثيراً.
كيف يعمل؟
قبل الإطلاق يتم تزويد الصاروخ بالمسار الموصل للهدف؛ ثم ينطلق الصاروخ وتبدأ الكاميرا المثبتة عليه بنقل الصور إلى مركز التحكم عبر اتصال راديوي مباشر مع المركز. عندما يصبح الهدف في مرمى الكاميرا يقوم المراقب بتحديده ويتم ارسال المعلومة للصاروخ ليقوم بتعديل مساره حتى يتجه إلى الهدف وينقض عليه ويمكن للمراقب تعديل مسار الصاروخ عدة مرات ويحتاج لخبرة كبيرة في حالة الأهداف المتحركة.
لماذا يندر استخدامه؟
بدأ تطوير مثل هذه الصواريخ منذ عقود مضت؛ لكن الاهتمام بها قد تراجع بعد ظهور تقنية الليزر والبصمة الحرارية لتوجيه الصواريخ وهي أكثر استقلالية ولاتحتاج مراقبة وتتبع؛ كما أن تقنيات الكاميرا والاتصال لنقل الصور إلى المركز كانت تقنيات ضعيفة عندما بدأ ظهور تقنيات توجيه الليزر و البصمة الحرارية.
هل يمكن استخدامه لمسافات طويلة؟
غالباً ما يستخدم للمسافات القصيرة ويمكن استخدامه لمسافات طويلة ولكنه يصبح عرضة أكبر للتشويش؛ وقد يواجه مشكلة في نقل الصور والتواصل مع المركز لذلك يمكن هنا أن يتم استخدام صاروخ موجه بالكاميرا أوتوماتيكي ولا يحتاج اتصال خارجي ليعمل.
الصاروخ الموجه بالكاميرا أتوماتيكياً
هذا النوع يتم تزويده بوحدة حسابية مثل كمبيوتر صغير ويتم تزويده بمواصفات محددة للهدف المنشود وطريقة حسابية ليتعرف عليه من صور الكاميرا. أي أن الصاروخ يحمل خوارزمية ذكية للتعرف على الهدف. ففي حالة القبة يمكن أن يتم تزويده بخصائص معينة لشكل القبة وحجمها وربما لونها ومواصفات أخرى كثيرة؛ وعندما يجدها في الصور التي تأتي من الكاميرا يحددها كهدف ويغير تلقائياً في مساره ليتجه نحو الهدف وينقض عليه وهذا النوع يحتاج في معظم الحالات تقنيات حسابية مكلفة ومعقدة.
نادراً ما يتم استخدام صاروخ أتوماتيكي بالكامل نظراً لتعقيده وتكلفته؛ بل يكون شبه أتوماتيكي أي يمكن أن يحدد الهدف بمفرده في حال مشاكل الاتصال مع المركز ويمكن له في نفس الوقت أن يتلقى الأوامر من المراقب في المركز وذلك لضمان الإصابة الدقيقة للهدف المنشود بأقل تكلفة ممكنة.