تخيل أن لديك مصباح كهربائي ووجهته نحو السماء عندها سيسافر الضوء بعيداً؛ أما لو وجهته إلى طاولة أمامك فسينعكس جزء من الضوء على الطاولة ويعود إليك وهكذا تماماً يعمل الرادار.
لكن عوضاً عن الضوء يتم استخدام موجات راديوية (كهرومغناطيسية) غير مرئية ولها سرعة الضوء؛ فهو عبارة عن جهاز يقوم بإرسال هذه الموجات ولديه مستقبل يقوم باستقبال الموجات التي تنعكس وتعود بسبب الأغراض التي تصادفها في الفضاء.
فإن وجدت طائرة أو صاروخ تنعكس الأمواج عليها وتعود إلى المستقبل في الرادار؛ يقوم الرادار بفضل نظام كمبيوتري مزود به بتحديد الأمواج المنعكسة والزمن المستغرق بين إرسالها وعودتها وبهذا يمكن أن يحدد بُعد الهدف عن الرادار ويرسم مقطع عرضي له على الشاشة.
يمكن للرادار أن يحدد سرعة الهدف أيضاً وذلك لأن الأهداف المتحركة بعكس الثابتة تقوم بتغيير تردد الإشارة التي تنعكس عليها؛ فتعود الإشارة إلى الرادار بتردد مختلف قليلاً؛ فإن كان الهدف يقترب من الرادار يسبب ضغط الإشارة وزيادة التردد أما لوكان يبتعد تتمدد الإشارة ويقل ترددها وهذه الظاهرة تعرف بتأثير دوبلر.
هل يتأثر عمل الرادار بالأحوال الجوية؟
يتأثر الرادار بالضباب والأمطار والثلوج ذلك أنها تسبب انعكاسات للإشارة المرسلة؛ فينخفض مداه بدرجة كبيرة كلما ساءت الأحوال الجوية ويحتاج لتقوية الأمواج المرسلة؛ لكن هذا في معظم الحالات لا يمنعه من تحديد الأهداف واليوم بفضل تقنيات الحوسبة التي يتم تزويده بها يمكن تحييد الضجيج التي تسببه الظروف الجوية إلى درجة كبيرة وبالتالي يحافظ الرادار على عمله بشكل صحيح بدرجة دقة مقبولة جداً.
ما فائدة الرادار؟
يستخدم الرادار في أنظمة المراقبة والدفاع الجوي لمراقبة الطائرات والأهداف التي تدخل المجال الجوي الذي تراقبه. كما يستخدم في المطارات لتتبع الطائرات وتوجيه حركتها لتنظيم حركة المرور وتجنب تصادم الطائرات؛ ويستخدم في مراقبة الطقس والارصاد الجوية إذ يمكن أن يقوم بحساب كثافة الأمطار وتتبع ومراقبة حركة الرياح والعواصف.