منظومة بوك للدفاع الجوي تُعد من أبرز أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى، وقد بدأت تطويرها في سبعينيات القرن الماضي لتوفير حماية فعالة ضد الطائرات والصواريخ المجنحة والتهديدات الجوية المتنوعة. تطورت المنظومة عبر عدة أجيال، بدءاً من بوك-M1، مروراً بـM2، وصولاً إلى النسخة الأحدث بوك-M3 التي تتميز بمدى أطول، ودقة أعلى، وقدرة على التعامل مع أهداف أكثر في وقت واحد.

تمتلك فنزويلا النسخة التصديرية بوك-M2E، حيث نشرتها في سبتمبر 2025 قرب العاصمة كاراكاس، ضمن خطة لتعزيز حماية المجال الجوي في مواجهة التوترات الإقليمية.

تعتمد هذه المنظومة على تصميم متنقل ومتكامل، حيث تُركّب على مركبات مجنزرة، ما يمنحها قدرة عالية على الانتشار السريع والتكيف مع تضاريس المعركة.

الخصائص والقدرات التقنية

تتميز بوك-M2E بقدرتها على التعامل مع عدد كبير من الأهداف في وقت واحد، إذ يمكنها تتبع ما يصل إلى 24 هدفاً، والاشتباك مع 6 منها في آنٍ واحد. مدى الاشتباك يتراوح بين 3.5 إلى 45 كيلومتر، مع قدرة على ضرب أهداف على ارتفاعات تبدأ من 15 متراً وتصل إلى 25 كيلومتراً. هذه المرونة تجعلها مناسبة لحماية المنشآت الحيوية والمناطق العسكرية من التهديدات الجوية المتنوعة.

الرادار والصواريخ

تستخدم المنظومة راداراً متطوراً من نوع 9S18M1 أو 9S36، قادراً على كشف وتتبع الأهداف في بيئات مشوشة إلكترونياً. أما الصواريخ المستخدمة فهي من طراز 9M317، وتتميز بقدرتها على المناورة العالية، وتوجيه شبه نشط يعتمد على إضاءة الهدف من الرادار الأرضي، ما يُعزز دقة الإصابة في المرحلة النهائية من الطيران.

آلية العمل والاشتباك

تبدأ المنظومة عملها برصد الأهداف عبر الرادار، ثم تُحدد التهديدات وتُرسل بياناتها إلى وحدة التحكم. عند اتخاذ قرار الاشتباك، يُطلق الصاروخ من منصة الإطلاق، وينطلق بسرعة عالية نحو الهدف. خلال الطيران، يتلقى الصاروخ تحديثات مستمرة من الرادار الأرضي لتعديل مساره، حتى يصل إلى المرحلة النهائية حيث يُفعّل صمام القرب ويفجر الرأس الحربي قرب الهدف، ما يؤدي إلى تدميره أو تعطيله.

تُعد بوك-M2E منظومة فعالة ومجربة في عدة نزاعات، وتوفر توازناً مثالياً بين المدى، والدقة، والمرونة التشغيلية، ما يجعلها خياراً مفضلاً للدول التي تسعى إلى تعزيز دفاعاتها الجوية دون الاعتماد على أنظمة بعيدة المدى أو باهظة التكلفة.