أعلنت شركة "ستار كاتشر إندستريز" الأمريكية عن إنجاز جديد في مجال نقل الطاقة اللاسلكية، حيث نجحت في إيصال قدرة كهربائية مقدارها 1.1 كيلوواط خلال تجربة أجريت في مركز كينيدي الفضائي بولاية فلوريدا.

هذا الرقم يتجاوز ما حققته وكالة داربا قبل أشهر قليلة عندما تمكنت من نقل 800 واط، لكن على مسافة أطول بلغت نحو 8.6 كيلومترات. بمعنى آخر، تجربة داربا كانت مميزة في طول المسافة، بينما تجربة "ستار كاتشر إندستريز" رفعت سقف القدرة المستلمة، وهو ما يجعل الإنجازين مكملين لبعضهما في رسم صورة أوضح لمستقبل هذه التقنية.

الفكرة الأساسية لهذه التجربة هي محاكاة الطريقة التي يمكن للأقمار الصناعية أن ترسل بها الكهرباء إلى الأرض بعد توليدها من الألواح الشمسية في الفضاء. في تجربة "ستار كاتشر إندستريز" ، يتم أولاً تحويل الكهرباء من الألواح الشمسية إلى شعاع ليزري مضبوط بدقة، ثم يُوجَّه هذا الشعاع لمسافة تقارب الكيلومتر نحو ألواح شمسية معدلة خصيصاً لاستقباله. عند وصول الضوء الليزري، تقوم الخلايا الشمسية بتحويل الفوتونات مباشرة إلى تيار كهربائي مستمر يمكن استخدامه، تماماً كما يحدث مع ضوء الشمس العادي ولكن بكثافة وتركيز أكبر.

التحدي الأكبر في هذه العملية هو الحفاظ على دقة الشعاع عبر الغلاف الجوي، الذي يسبب عادةً اضطراباً وتشتيتاً. للتغلب على ذلك، استخدمت الشركة أنظمة توجيه بصرية نشطة مع آلية "حلقة مغلقة" تعتمد على مستشعرات عند المستقبل، بحيث يبقى الشعاع مركزاً على الهدف ويقل فقد الطاقة.

النتيجة النهائية كانت تياراً كهربائياً صافياً بقوة 1.1 كيلوواط، وهو ما يعادل تشغيل مجموعة من الأجهزة المنزلية الصغيرة بشكل متزامن.

هذا الإنجاز لا يتوقف عند حدود المختبر، بل يفتح الباب أمام تصور عملي لشبكات طاقة فضائية. إذا أمكن تطوير التقنية لتصل إلى عشرات أو مئات الكيلوواطات بكفاءة أعلى وأمان مضمون، فإن فكرة الأقمار الصناعية التي تجمع الطاقة الشمسية على مدار الساعة وتبثها إلى الأرض تصبح أقرب إلى الواقع.