بطاريات نووية صغيرة: شركات أمريكية تتعاون لمنافسة الصين

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Aug. 14, 2024

nuclear_battery

في بداية هذا العام أعلنت شركة بيتافولت الصينية عن نموذج أولي لبطارية نووية صغيرة بحجم قطعة نقود معدنية و تبلغ قوتها 3 فولت وتدوم 50 عاماً، وتطمح الشركة أن تطورها لتصبح قادرة على تشغيل الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية.

تبدو هذه التقنية واعدة إذا تحققت بها عناصر الأمان، وقد تتفوق على البطاريات الكهربائية وتلغي صناعتها تماماً.

ربما هذا ما دفع شركة كرونوس ومجموعة ياشينج (Yasheng) الأمريكتين لبدء شراكة استراتيجية لتطوير وتسجيل براءات اختراع لبطارية نووية صغيرة مبتكرة تستخدم نظير النيكل المشغ نيكل-63.

وبموجب اتفاقية التعاون، ستكون مجموعة ياشينج -التي لها علاقات تجارية طويلة الأمد مع الصين- مسؤولة عن تقديم براءات اختراع البطارية النووية في الصين، بينما ستتولى كرونوس المهمة في أمريكا الشمالية. وستحصل شركة كرونوس على 10% من عائدات حقوق الملكية التي تحصل عليها مجموعة ياشينج في الصين، وبالمقابل ستحصل ياشينج على 10% مما ستحصل عليه شركة كرونوس في أمريكا الشمالية.

وتعمل البطارية النووية أو بطاريات النظائر المشعة على تحويل الطاقة المنبعثة من تحلل النظائر المشعة وتحويلها إلى طاقة كهربائية. وتستخدم هذه البطاريات كبيرة الحجم في العديد من الغواصات وحاملات الطائرات لكن التحدي التي تعمل عليه الشركات هو صناعتها بتكلفة قليلة وحجم صغير وأمان عالي.

ويعتبر نظير النيكل-63 من النظائر الجيدة لتستخدم في مثل هذه البطاريات لأنه يتحلل إلى نحاس كما أن له القدرة على التزويد بإمداد طويل الأمد من الطاقة، ويتوقع أن يصل عمر البطارية إلى 50 عاماً. وسيتم تغليفها بغلاف قوي مقاوم للإشعاع لمنع تسرب الإشعاعات الناتجة عن تحلل النظير المشع، كما سيتم تزويدها بعدة أنظمة حمائية ووقائية للحد من احتمال حدوث مخاطر في حال فشل أحدها.

ستشكل هذه البطاريات في حال نجاحها ثورة في عالم البطاريات، وستصبح مصدر الطاقة الرئيسي لمركبات استكشاف الفضاء والأجهزة الطبية والكثير من التطبيقات العسكرية التي تحتاج مصادر طاقة خفيفة وقوية. إضافة إلى الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الهواتف والكمبيوترات المحمولة والسيارات الكهربائية والطائرات الكهربائية وأجهزة إنترنت الأشياء ككاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار عن بعد التي يعتبر تزويدها بالطاقة عملية مجهدة.



مشاركة