أكملت شركتا جورجيا باور وميتسوبيشي باور بنجاح تجربة رائدة لمزج الهيدروجين بنسبة 50% مع الغاز الطبيعي. جرت التجربة في توربين غازي متطور من الفئة M501GAC بمحطة ماكدونو-أتكينسون بولاية جورجيا الأمريكية، ويُعد هذا الاختبار الأكبر من نوعه على مستوى العالم حتى الآن.

يعمل التوربين على توليد الكهرباء عن طريق حرق هذا المزيج الوقودي، مما ينتج طاقة حرارية هائلة تدفع شفرات التوربين وتُحوَّل الطاقة الحركية الناتجة إلى طاقة كهربائية. وقد أدى استخدام الهيدروجين بنسبة 50% إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقارب 22% مقارنة باستخدام الغاز الطبيعي وحده.

يولّد التوربين ما يصل إلى ٤٣٠ ميجاوات أو أكثر من الكهرباء، وهذا يكفي لتزويد مئات الآلاف من المنازل بالطاقة. وتم استخدام الهيدروجين المضغوط في هذه التجربة، حيث يوفر سهولة أكبر في النقل وأماناً أعلى في التخزين. وقد تم توفيره بواسطة شركة Certarus المتخصصة في لوجستيات الهيدروجين. تطلبت عملية الحرق تعديلات تقنية متقدمة على نظام الاحتراق، وذلك لأن الهيدروجين يحترق بدرجة حرارة أعلى وله خصائص مختلفة عن الغاز الطبيعي. استلزم ذلك تطوير نظام احتراق خاص من طراز J-series، الذي تمتلكه ميتسوبيشي، بالإضافة إلى أنظمة تحكم دقيقة لضمان استقرار الأداء وتجنب أي اهتزازات أو تقلبات حرارية.

يأتي هذا المشروع استجابة للحاجة المتزايدة لخفض الانبعاثات الكربونية والتحول التدريجي نحو استخدام وقود أنظف. فهو يتيح الاستفادة المستمرة من البنية التحتية القائمة لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز، دون الحاجة إلى بناء أنظمة جديدة بالكامل. يتم ذلك من خلال تحديث الأنظمة الحالية لتكون مؤهلة لمزج الهيدروجين. يمثل هذا المشروع أيضاً خطوة كبيرة نحو تبني تقنيات الهيدروجين على نطاق أوسع، سواء في قطاع توليد الكهرباء أو في الصناعات الثقيلة.