بدأ الجيش الأمريكي، بالتعاون مع باحثين من جامعة هاواي، باستخدام قوة الطباعة ثلاثية الأبعاد لحماية جنوده من أخطر التهديدات في ساحة المعركة. يهدف هذا التعاون، الذي يُعد جزءاً من اتفاقية بحث وتطوير جديدة مع المركز الكيميائي البيولوجي التابع لقيادة تطوير القدرات القتالية بالجيش الأمريكي، إلى نقل تقنيات الطباعة الحيوية المتقدمة من المختبر إلى الميدان، بهدف توفير أدوات منقذة لحياة الجنود في بعض أكثر مناطق العالم عزلة وخطورة.
في إطار هذه الشراكة، يعمل الباحثون على تطوير مواد حيوية وأعضاء على رقاقة وأنظمة طباعة حيوية لطباعة جلد يحاكي الجلد البشري، بهدف فهم كيفية استجابة الجلد عند التعرض للمواد الكيميائية والبيولوجية والحروق بشكل أفضل وإيجاد علاجات أكثر فعالية واختبارها.
تُعرف الطباعة الحيوية بأنها عملية متقدمة تستخدم "أحبارًا خلوية" لإنشاء أنسجة بشرية ثلاثية الأبعاد، في حين أن "العضو على رقاقة" هو جهاز صغير يحاكي وظائف عضو بشري باستخدام قنوات دقيقة مليئة بخلايا بشرية حية. يسمح تطوير جلد بهذه الطريقة بدراسة تفاعله مع الأدوية والأمراض والعوامل البيئية دون الحاجة إلى إجراء تجارب على البشر.
يهدف هذا المشروع إلى تسريع علاج الإصابات الناجمة عن الحروق أو الغازات السامة أو البكتيريا المقاومة للأدوية في ساحة المعركة. و من خلال تطوير محطات طباعة حيوية قابلة للنشر، يمكن إنتاج هذه النماذج الأولية في بيئات عمل قاسية أو متقدمة، مما سيُقرّب الحلول الطبية الحيوية من وحدات الخطوط الأمامية.
ستمكّن هذه التقنيات الجيش من تحسين تقييم التدابير المضادة للتهديدات الكيميائية والبيولوجية والبيئية مباشرة، مما سيعزز بشكل كبير من حماية الجنود وقدرتهم على البقاء على قيد الحياة. وفي المستقبل، قد يُستخدم هذا الجلد والأنسجة المطبوعة ثلاثية الأبعاد بشكل مباشر في إصلاح الأنسجة التالفة لدى الجنود المصابين، مما قد يشكل قفزة نوعية في الرعاية الطبية الميدانية.