سلمت المملكة المتحدة شحنة من صواريخ الدفاع الجوي المتقدمة "مارتليت" قبل خمسة أشهر كاملة من الموعد المتفق عليه، وبهذا تصبح كييف أكثر جاهزية لمواجهة الحملة الشتوية المتوقعة من الهجمات الروسية، والتي تعتمد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
تأتي هذه الصواريخ لسد ثغرة في الدفاعات الأوكرانية القادرة على التعامل مع الأهداف القريبة جداً عبر أنظمة محمولة على الكتف مثل "ستينغر"، و الأهداف البعيدة جداً عبر أنظمة متطورة مثل "باتريوت" و"ناسامز". لكنها تفتقر لسلاح متخصص لمواجهة التهديدات في "المنطقة الوسطى". صواريخ "مارتليت" مناسبة لتحل هذه المشكلة وتواجه المسيرات والمروحيات الروسية التي كانت تستغل هذه النقطة.
يتميز صاروخ مارتليت بمواصفات فنية متقدمة تجعله سلاحاً فعالاً في ساحة المعركة الحديثة. يزن كل صاروخ "مارتليت" حوالي 13 كجم ويبلغ مداه حوالي 6 كم. ويمكنه التحليق بسرعة 1.5 ماخ ويتم توجيهه بالليزر شبه النشط، مما يمنحه دقة عالية وأضراراً جانبية منخفضة.
ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من على الكتف أو تركيبها على المركبات أو المنصات البحرية. ولهذا الغرض، يمكن لأوكرانيا استخدامها بفعالية ضد أهداف مثل طائرات الاستطلاع بدون طيار "أورلان-10"، والذخائر المتسكعة "لانسيت"، أو مروحيات "كا-52" و"مي-24" الهجومية.
آلية عمل صاروخ مارتليت
تكمن القوة الحقيقية لصاروخ "مارتليت" في آلية عمله الدقيقة والمتطورة. تعتمد منظومته على التوجيه بالليزر شبه النشط، وهي عملية تتطلب خطوتين لتحقيق إصابة شبه مؤكدة.
أولاً، يقوم الجندي أو نظام الإطلاق بتحديد الهدف بصرياً، ثم يستخدم وحدة توجيه ليزرية منفصلة (تُعرف بالمُعيِّن الليزري) لتسليط شعاع ليزر مشفر على الهدف. هذا الشعاع غير مرئي للعين المجردة وينعكس عن سطح الهدف.
ثانياً، عند إطلاق الصاروخ، يبدأ محركه الصاروخي ثنائي المراحل بالعمل؛ حيث تدفعه المرحلة الأولى بأمان بعيدًا عن منصة الإطلاق، ثم تشتعل المرحلة الثانية لتسريعه إلى سرعته القصوى التي تفوق سرعة الصوت. أثناء تحليقه، يقوم الباحث الليزري الموجود في مقدمة الصاروخ بالبحث عن الطاقة الليزرية المنعكسة التي تتطابق مع الشفرة التي تمت برمجتها قبل الإطلاق، ويوجه الصاروخ نحوها بدقة فائقة.
لضمان تدمير الهدف بفعالية، تم تزويد الصاروخ برأس حربي متعدد الأغراض يزن 3 كجم، ومجهز بصمام تقاربي ليزري. هذا الصمام الذكي يمكّن الصاروخ من الانفجار على مسافة قريبة جداً من الهدف دون الحاجة إلى الاصطدام المباشر به، مما يزيد من احتمالية تدمير الأهداف الصغيرة والسريعة والمناورة مثل الطائرات بدون طيار.