الصين تحول الثوريوم إلى يورانيوم ليصبح وقود نووي لمفاعلاتها المستقبلية

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 5, 2025

threactor

في الأول من نوفمبر 2025، أعلنت الأكاديمية الصينية للعلوم عن إنجاز تقني غير مسبوق في مجال الطاقة النووية، تمثل في نجاح أول تحويل فعلي لوقود الثوريوم إلى اليورانيوم داخل مفاعل ملح منصهر عامل بقدرة حرارية تبلغ 2 ميغاواط.

يقع هذا المفاعل في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين، وتحديداً في منطقة مينتشين، ويُعد حالياً المفاعل الوحيد في العالم الذي تمكن من إدخال وقود الثوريوم وتشغيله بنجاح ضمن نظام ملح منصهر فعلي.

هذا الإنجاز لا يتعلق فقط بتشغيل المفاعل، بل بما تحقق داخله من تفاعل نووي نوعي: تحويل الثوريوم، وهو عنصر غير قابل للانشطار بذاته، إلى اليورانيوم-233، وهو نظير قابل للانشطار ويمكنه توليد الطاقة النووية. هذه الخطوة تمثل إثباتاً عملياً لإمكانية استخدام الثوريوم كمصدر بديل لليورانيوم في إنتاج الطاقة، وهو ما يُعد تحولاً كبيراً في مسار تطوير الجيل الرابع من المفاعلات النووية.

تم التحويل عبر قصف نواة الثوريوم-232 بالنيوترونات داخل مفاعل الملح المنصهر، مما أدى إلى تحوله إلى اليورانيوم-233، وهو نظير قابل للانشطار ويُستخدم كوقود نووي.

المفاعل كان قيد التشغيل التجريبي منذ أشهر، وقد أثبت الآن قدرته على تنفيذ دورة الوقود النووي المعتمدة على الثوريوم، وهو ما يُعد خطوة مفصلية نحو التوسع في استخدام هذا النوع من الطاقة.

هذا الإنجاز يضع الصين في موقع ريادي عالمي في مجال مفاعلات الثوريوم، ويمنحها فرصة لتقليل اعتمادها على واردات اليورانيوم، التي تشكل أكثر من 80% من احتياجاتها النووية، ويعرضها لمخاطر جيوسياسية وتقلبات السوق.

الخطوة التالية في خطة الصين تتمثل في بناء مفاعل تجريبي بقدرة 10 ميغاواط بحلول عام 2029، يليه إنشاء محطات طاقة بقدرة 100 ميغاواط بحلول 2035، في مناطق غنية بالثوريوم مثل قانسو وشينجيانغ. هذه المحطات لن تحتاج إلى مياه تبريد، ما يتيح بناؤها في المناطق الصحراوية، ويوفر مصدراً مستقراً ونظيفاً للطاقة.



مشاركة