كشفت تركيا مؤخراً عن طائرة مسيّرة تُدعى "تالي" TALAY، وهي مركبة جوية غير مأهولة قادرة على التحليق فوق سطح البحر على ارتفاع منخفض جداً يصل إلى 30 سنتيمتراً فقط، مما يجعلها شبه غير مرئية للرادارات البحرية التقليدية.
تعتمد على مبدأ ديناميكي هوائي يُعرف باسم تأثير الجناح القريب من الأرض (Wing-in-Ground Effect). هذا التأثير يحدث عندما تطير المركبة على ارتفاع منخفض جداً فوق سطح الماء، حيث يتشكل ضغط هوائي مرتفع بين الجناح والسطح، مما يزيد من قوة الرفع ويقلل من مقاومة الهواء. النتيجة هي طيران أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة، مع قدرة على التحليق بسرعات عالية دون الحاجة إلى ارتفاع كبير. تستفيد TALAY من هذا التأثير لتطير بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، وتبقى في الجو لمدة تصل إلى 3 ساعات، مع قدرة على حمل حمولة تصل إلى 30 كيلوجرام من الذخائر أو أجهزة الاستشعار.
يسمح تصميمها الذكي لها بتفادي الأمواج والتيارات البحرية عبر أنظمة تحكم متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه الأنظمة تراقب البيئة المحيطة باستمرار وتعدل زاوية الطيران والسرعة تلقائياً لتفادي الارتطام بالماء أو فقدان التوازن، حتى في ظروف بحرية صعبة.
الطائرة TALAY مزودة بمحرك كهربائي يعمل ببطاريات ليثيوم بوليمر، وتتمتع بجسم خفيف مصنوع من مواد مركبة، وأجنحة قابلة للطي لتسهيل التخزين والنقل. يمكن تشغيلها بشكل مستقل أو عبر التحكم البشري، وتعمل نهاراً وليلاً بفضل أنظمة استشعار بصرية وحرارية متقدمة. كما أنها قادرة على التواصل لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر عبر روابط اتصال بعيدة المدى.
الهدف من تطوير TALAY هو توفير وسيلة هجومية واستطلاعية منخفضة التكلفة، قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد السفن والمنشآت الساحلية، مع إمكانية استخدامها في هجمات انتحارية أو تكتيكات "الضرب والتخفي". هذا النوع من المسيّرات يمكن أن يُستخدم في تشكيلات جماعية (سرب)، مما يصعّب على أنظمة الدفاع البحري التعامل معها، ويمنح تركيا أداة فعالة في الحروب الساحلية والبحرية غير المتكافئة.
من المقرر أن يبدأ الإنتاج التسلسلي لـ TALAY في أكتوبر 2026، على أن تُسلّم أولى الوحدات للقوات البحرية التركية في يناير 2027.