الصين تطور أول شريحة ضوئية لتدريب الذكاء الاصطناعي أفضل من شرائح إنفيديا

بقلم:   تامر كرم           |  Aug. 11, 2024

taichi2

بعد نجاح فريق بحثي في جامعة تشينغهوا منذ أشهر ببناء أول شريحة ضوئية (تايتشي) تُشغل نماذج الذكاء الاصطناعي، نشر الفريق الإصدار الثاني تايتشي-2 (Taichi-2) الذي يركز على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كامل على الشريحة نفسها.

تعتمد هذه الشريحة الضوئية على الضوء بدلاً من الكهرباء في الدوائر الإلكترونية التقليدية، وتتدفق فيها الفوتونات بدلاً من الإلكترونات، كما هو الحال في الألياف الضوئية مقارنة باسلاك النحاس. وهذا مايجعلها أسرع بكثير لأن سرعة الضوء أعلى كما أن استهلاكها للطاقة أقل، ولايتسبب انتقال الضوء حرارة عالية وهدراً في الطاقة مثل الإلكترونات.

وقد وجد الباحثون أن تاتشي تستهلك طاقة أقل ب ١٠٠٠ مرة من شرائح انفيديا H100. وتاتشي٢ أكثر كفاءة وأسرع، وبنيت خصيصا لتحقيق عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بالكامل على الشريحة دون الحاجة للاعتماد على دوائر إلكترونية للمساعدة في تعديل أوزان الشبكة.

ونشر الباحثون عملهم في مجلة نيتشر بعنوان "تدريب الوضع الأمامي الكامل FFM للشبكات العصبية الضوئية "، وقد تمكنوا من تدريب العديد من نماذج التعلم العميق الشهيرة التي تحتوي ملايين المعاملات (الأوزان الشبكية)، وحصلوا على نتائج مماثلة أو أفضل من حيث الدقة من نظيرتها الإلكترونية، مع توفير أكبر للطاقة وزيادة في السرعة، وقد لاحظ الباحثون أن الفروق في السرعة واستهلاك الطاقة تبدو أوضح كلما زاد حجم النموذج.

تعتبر هذه الشريحة تطوراً هاماً في استخدام الحوسبة الضوئية في الذكاء الاصطناعي، فنجاحها في تدريب نماذج كبيرة يقربها من الاستخدام التجاري، ويعتقد الباحثون أن خروجها إلى التطبيقات التجارية أمراً ليس معقداً لكونها تستخدم مكونات موجودة مسبقا.

تبقى تكلفة تصنيع مثل هذه الشرائح وتكاملها مع الأنظمة الموجودة مسألة ذات أهمية كبيرة تؤثر في إمكانية استخدامها التجاري، لكن الصين قد تجد فيها بديلاً جيداً لتجاوز القيود التجارية المفروضة من الغرب على استخدامها للشرائح الإلكترونية المتقدمة، وهذا ماقد يدفعها لضخ المزيد من الاستثمارات لتطويرها و وتسريع استخدامها التجاري.



مشاركة